نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المنطقة الثقافية في السعديات منصّة إماراتية رائدة لتمكين الأجيال - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 10:15 صباحاً
في كل عام، عند الاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف، نتذكر دور المتاحف في تحفيز فضولنا وتقريب المسافات بين مختلف الثقافات، وصقل مهارات أجيال المستقبل. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تكتسب هذه الرسالة طابعاً مُتفرداً وخاصة في المنطقة الثقافية في السعديات، حيث يُجسد الاستثمار في الشباب جوهر وصميم رسالتها المُستلهمة من الرؤية الوطنية التي ترتكز على المعرفة والإبداع والابتكار.
وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الداعم الأول للثقافة والتراث، وهنا نستذكر مقولته "من لا يعرف ماضيه لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله، فمن الماضي نتعلم ونكتسب الخبرة ونستفيد من الدروس والنتائج". وقد شكل هذا الإيمان الراسخ الأساس لإنشاء أول متحف في الدولة في منطقة العين ومن ثم تأسيس المجمّع الثقافي عام 1971، ليُشكلا معاً منارات ثقافية مبكرة ألهمت الأجيال المتعاقبة.
المنطقة الثقافية في السعديات - بركلي أبوظبي.
واليوم، يتواصل هذا الإرث بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ خالد بن محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وتُعدّ المنطقة الثقافية في السعديات التعبير الأكثر طموحاً عن هذه الرؤية حتى الآن. فهي اليوم أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، كما أنها منصة انطلاق وإلهام للأجيال القادمة من الفنانين والعلماء والمبتكرين وأمناء المتاحف ورواة القصص.
ويُشكّل متحف زايد الوطني، المتحف الوطني للدولة، ركناً أساسياً في المنطقة، ومن المقرر أن يستقبل زواره قريباً. ويسلّط المتحف الضوء على جوانب بارزة من حياة وقيم وإرث الوالد المؤسس، وتشمل إيمانه العميق بالتعليم، والبيئة، والاستدامة، والتراث، والثقافة، والحفاظ على القيم الإنسانية - وجميعها ترتكز على حسه الإنساني العالي وإيمانه القوي لتظل سيرته ومسيرته فخراً وإرثاً ثقافياً للأجيال القادمة. وسيقوم معهد الأبحاث التابع للمتحف بتوفير التدريبات اللازمة للجيل القادم من المؤرخين وعلماء الآثار وأخصائيي الترميم من خلال مشاريع مبتكرة، مثل برنامجه التوعوي للتاريخ الحي، وإعادة بناء قارب ماجان، وهو مشروع بحثي مشترك بين جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي، الذي هدف إلى اتباع ذات التقنيات التي استخدمها الأسلاف في صناعة القوارب في هذه المنطقة استناداً إلى الأدلة الأثرية، وإبراز دور هذه القوارب في توسيع الشبكات الاقتصادية والثقافية والسياسية.

المنطقة الثقافية في السعديات - متحف اللوفر أبوظبي.
وبصفته أول متحف عالمي في العالم العربي، يجمع متحف اللوفر أبوظبي، بنهجه القيّم الشامل، أعمالاً فنية من مختلف العصور والحضارات، ليُذكّر زواره، صغاراً وكباراً، بالقيم الإنسانية المشتركة التي تجمعنا. ومنذ افتتاحه عام 2017، درّب المتحف جيلاً شاباً من أمناء وقيًمي المتاحف وعشاق الفنون من خلال برامجه الشبابية، وبرامج التدريب، والشراكات التعليمية. ويدعم مختبر أبحاث اللوفر أبوظبي هذه المهمة، حيث يُسهم العلماء والباحثون الشباب في الحفاظ على التراث والابتكار. وبهذا، يكتسب الشباب خبرة عملية في مجالات مثل علم الحفظ والتصوير الفوتوغرافي للتراث، للمساعدة في صون التاريخ للأجيال القادمة.
كما يفتح متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي أبوابه هذا العام أيضاً، ليأخذ زواره وبخاصة الجيل الشاب في رحلة عبر 13.8 مليار سنة من التطور الطبيعي. وعبر التركيز على علم الحيوان، وعلم الحفريات، وعلم الأحياء البحرية، والبحوث الجزيئية، وعلوم الأرض، سيُلهم مرفقه البحثي المتخصص، الفضول العلمي، ويعزز المسارات المهنية في المجالات التي تركز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مما يُمكّن مبتكري المستقبل من طرح أسئلة جوهرية واستكشاف أفكار جريئة.

المنطقة الثقافية في السعديات - متحف التاريخ الطبيعي.
ويُضيف "تيم لاب فينومينا" أبوظبي، الذي افتُتح مؤخراً، بُعداً مستقبلياً إلى هذه الكوكبة الثقافية، فهو عبارة عن مساحة تفاعلية تبلغ 17 ألف متر مربع تغمر الزوار بمعارض وتجارب فنية رقمية مُصممة لتحفيز الخيال. وعبر مزج الفن والعلم والتكنولوجيا، يُوفر "تيم لاب فينومينا" بيئة تعليمية فريدة تُشجع الشباب على الإبداع المُشترك واستكشاف أساليب تفكير جديدة.
ومن المقرر أن يحتضن متحف جوجنهايم أبوظبي، الذي سيُستكمل بناؤه العام الجاري، أوسع وأشمل مجموعة من أعمال الفن الحديث والمعاصر العالمي في المنطقة. ومن خلال برامج الإرشاد والزمالات والبرامج التي تُعنى بالمجتمع، سيُسهم المتحف في تنمية جيل المُبدعين والمُفكرين وصنّاع الثقافة الشباب، مما يُوسّع آفاقهم ويُعمّق فهمهم للتجارب الفنية المختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك، تُعد الموسيقى والفنون أيضاً من القنوات الإبداعية الإضافية التي يجري دعمها وتعزيزها داخل المنطقة الثقافية في السعديات. ففي بيركلي أبوظبي، يُحوّل طلاب من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا إمكاناتهم الفنية إلى تميّز مهني. كما تعكس مغنية الأوبرا الإماراتية فاطمة الهاشمي، خريجة برنامج بيرل في بيركلي أبوظبي، معنى التقاء المعايير العالمية والمواهب المحلية لخلق رموز ثقافية جديدة. وفي الوقت نفسه، تستضيف منارة السعديات على مدار العام، برامج عامة بصورة مُنتظمة، وورش عمل للأطفال، ومخيّمات في الفن والتصوير الفوتوغرافي.
ومع احتفالنا باليوم العالمي للمتاحف، لا تقتصر أهمية المنطقة الثقافية في السعديات على كونها رمزاً للتميز الثقافي فحسب، بل تُعدّ أيضاً قوةً دافعةً لتمكين الشباب. إنها ملتقى يُمكّن الجيل القادم من اكتشاف إمكاناته، وصقل هويته، والمساهمة في بناء مستقبل ثقافي مشترك، منفتح، ومترابط، ومستوحى من الإرث العريق لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن خلال رعاية المواهب الشابة اليوم، تضمن المنطقة الثقافية في السعديات أن تظل قصة ماضينا نبراساً يُنير درب المستقبل، لأبوظبي، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، وللعالم أجمع.
0 تعليق