نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اختبار
البالونات
الفارغة..
حقيقة
نقل
مليون
فلسطيني
من
غزة
إلى
ليبيا - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 10:13 صباحاً
وسط تصاعد التكهنات الإعلامية حول خطط أمريكية محتملة لنقلِ نحو مليون فلسطيني من قطاعِ غزةَ إلى الأراضي الليبية، تشهد الساحة السياسية في ليبيا موقفاً وطنياً متّحداً يرفض أي مساع لتصفيةِ القضيةِ الفلسطينية أو استغلالِ الأزمة الليبية لتحقيقِ أجندات خارجية.
وعلى الرغمِ من صمتِ حكومتيْ "الوحدة" في طرابلس و"الاستقرار" في الشرقِ، إلا أنَّ الأصوات البرلمانيةَ والحزبيةَ والشعبيةَ تصدّرتْ مشهدَ الرفضِ، فيما تنفي السفارة الأمريكية في ليبيا صحةَ التقاريرِ، وتُؤكّد حركةُ حماسِ تمسُّكَ الفلسطينيين بأرضِهم.
الرفض الليبي.. خط أحمر فوق رماد الأزمة
لم تكنْ تصريحاتُ رئيسِ "لجنةِ الدفاعِ والأمنِ القوميّ" بمجلسِ النوابِ الليبي، طلال الميهوب، مجردَ موقفٍ فردي، بل تعبيراً عن إجماعٍ شعبي يجسد عمق الارتباطِ التاريخيِّ بالقضيةِ الفلسطينية.
وفي حديثٍ لـ"الشرقِ الأوسط"، وصفَ الميهوب الحديثَ عن تهجيرِ الفلسطينيين إلى ليبيا بأنه "خط أحمر"، مؤكداً أن "القضيةَ الفلسطينيةَ تظل رقمَ واحد في ليبيا"، رغمَ ما تعيشُه البلادُ من انقسامات سياسية وأمنية.
الموقفُ تكرّرَ بصوتِ عبد العزيز حريبة، رئيسِ "اللجنةِ السياسية بالمجلسِ الأعلى للدولة"، الذي شدّد على رفضِ الليبيينَ لأيَّة محاولات تهجير، مستحضرا ثوابت الدعمِ الليبي لحقِّ الشعبِ الفلسطيني في العيش على أرضِه.
الأحزابُ تحذر من تهجير الفلسطينيين
لم تكنِ الأحزاب الليبيةُ بمنأى عن هذا الجدل، حيثُ استبعدَ محمد حسن مخلوف، نائبُ رئيسِ حزبِ "الشعبِ الحر"، إمكانيةَ فرض أيّ خيار خارجي على الليبيين، مُشيراً إلى أن ليبيا "تحت طائلةِ الفصلِ السابعِ لمجلسِ الأمنِ"، ما يجعلُها غير مؤهلةٍ لاستقبالِ نازحين.
من جانبهِ، أشارَ الأمينُ العامُّ لحزبِ "البلاد"، الشاوش أنوير، إلى أن الحديثَ عن التهجيرِ "مؤشر مقلق"، لافتاً إلى أنَّ الشعبَ الليبي يعتبر القضيةَ الفلسطينية قضيته الأولى.
واشنطن وليبيا بينَ النفيِ والسيناريوهاتِ المُبالغ فيها
وكانت قناةُ "إن بي سي نيوز" الأمريكيةُ نقلت عن مصادرَ مطلعة أنَّ إدارةَ ترامبَ تدرسُ خطةً لنقلِ الفلسطينيين إلى ليبيا مقابلَ إفراجِ واشنطنَ عن ملياراتِ الدولاراتِ المُجمَّدةِ منذُ عقدٍ.
إلا أنَّ السفارةَ الأمريكيةَ في ليبيا سارعتْ إلى نفيِ الخبرِ عبرَ منصةِ "إكس"، واصفةً إياهُ بـ"العاري من الصحة"، فيما أكد متحدثٌ لـ"إن بي سي" لاحقاً أنّ التقاريرَ "غيرُ صحيحة"، وأنَّ الخطةَ "غيرُ منطقية" بسببِ الوضعِ الميدانيِّ المتأزمِ.
استغلال الأزمات
بدا التعليقُ التحليليُّ لباحثِ معهدِ واشنطن، بن فيشمان، مخففاً لزخمِ التكهناتِ، إذ رأى أنَّ الحديثَ عن تهجيرِ مليونِ فلسطينيَّ "مُبالغٌ فيه"، ولم يراعِ الموقفَ الليبيَّ الرافضَ، مُعتبراً تزامنَ التسريباتِ مع الاحتجاجاتِ في طرابلسَ "مصادفةً".
من جهةٍ أخرى، تُضيءُ التصريحاتُ على تناقضِ السيناريو الأمريكيِّ المزعومِ مع واقعِ ليبيا المقسمة بين حكومتَيْ غربٍ وشرقٍ، حيثُ تدير حكومةُ "الوحدة" المؤقتة برئاسةِ عبد الحميد الدبيبة العاصمةَ طرابلس، بينما تسيطرُ حكومةُ "الاستقرارِ" المدعومةُ من البرلمانِ والجيشِ الوطنيِّ بقيادةِ خليفة حفترٍ على الشرقِ وأجزاءٍ من الجنوبِ.
حماس والفلسطينيون.. "لن نبرحَ أرضَنا"
لم تكنْ ردودُ الفعلِ الفلسطينيةُ أقلَّ حِدّةً، حيثُ ردَّ باسم نعيم، المسؤولُ الكبيرُ في حماس، بأنَّ الفلسطينيين "متجذرون في وطنِهم"، ومستعدونَ للتضحيةِ للدفاعِ عن أرضِهم، مُشدّداً على أنَّ القرارَ الفلسطينيَّ سيظلُّ بيدِ الفلسطينيين وحدَهم.
وأكد أن الحركةَ ليستْ على علمٍ بأيّ مناقشاتٍ حول التهجير، رغمَ ما نُشرَ عن دراساتٍ أمريكيةٍ لخياراتِ نقلِ الفلسطينيين "جوّاً وبحراً وبَرّاً".
ترامبُ و"الريفييرا المشرقية"
تكشفُ التسريباتُ عن رؤيةٍ تُنسب لإدارةِ ترامبَ تهدف إلى تحويلِ غزةَ إلى ما أسماهُ "ريفييرا الشرقِ الأوسطِ"، عبرَ إعادةِ إعمارِها بعدَ الحربِ، وهو مشروع يرتبطُ – وفقاً للمصادرِ – بتهجيرِ سكّانِها.
ورغمَ أنَّ التفاصيلَ الجغرافيةَ لاستقبالِ الليبيينَ لم تُحدَّدْ، إلا أنَّ المساعي الأمريكيةَ – المُفترضةَ – تتعارضُ مع الواقعِ الإنسانيِّ المُعقّدِ في ليبيا، والتي تعاني أصلاً من نزوحِ آلافِ مواطنيها بسببِ الصراعِ الداخليِّ.
تُعيدُ هذه الأزمةُ المُفتعلة تأكيد حساسية الملفِّ الفلسطيني في الوجدانِ العربي، حتى في دولِها الأكثرِ اضطراباً. فليبيا، رغمَ جراحِها، تصر على أن تكونَ صوتاً للفلسطينيينَ، لا ساحةً لتهجيرِهم.
0 تعليق