نتنياهو تحت الضغط بعد مفاوضات ترامب مع "حماس" - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو تحت الضغط بعد مفاوضات ترامب مع "حماس" - تكنو بلس, اليوم السبت 17 مايو 2025 04:55 مساءً

تعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لانتقادات واسعة، عقب قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإجراء مفاوضات مباشرة مع حركة "حماس" والإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر، من دون علم تل أبيب.

وتعكس الخطوة الأميركية حيال "حماس" وتجاهل الضغوط الإسرائيلية تبايناً واضحاً في السياسات بين نتنياهو وترامب، إذ سلك الأخير مساراً منفصلاً لتحقيق مصالحه، في حين يفضّل نتنياهو نهجاً رسمياً وحذراً في التعامل مع ملف غزة.

 

في الوقت الراهن، يتوقف نجاح المقترح الأميركي في إنهاء التوتر بين ترامب ونتنياهو بشأن حرب غزة على جملة من العوامل، أبرزها مدى توافق الأهداف والسياسات، واستجابة الطرفين للمبادرة، إضافة إلى الظروف الإقليمية والدولية المحيطة، في ظل التصعيد المستمر في القطاع. وبالتالي، يبقى احتمال النجاح مرهوناً بقدرة المقترح على استيعاب مخاوف الطرفين وتقديم حلول عملية.

 

ويُعد هذا المقترح، المنسوب إلى إدارة ترامب، محاولة أميركية لإعادة إطلاق العملية السياسية وتقليص التصعيد العسكري، مع السعي الى تحقيق توازن بين ضمان أمن إسرائيل وصون حقوق الفلسطينيين. فهل ينجح؟

 

ترامب ونتنياهو.

 

 

جوهر المقترح الأميركي
يقول الكاتب والباحث في مركز "تقدّم للسياسات" أمير مخول، لـ"النهار"، إن جوهر المقترح الأميركي يقوم على وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن نصف عدد المحتجزين الإسرائيليين خلال أيام معدودة، على أن تُستأنف المفاوضات لاحقاً بشأن الأسرى المتبقين.

 

وفي المقابل، يُلزم المقترح إسرائيل إطلاق أسرى فلسطينيين، والشروع فوراً في تجديد الدعم الإنساني لقطاع غزة وإدخال المساعدات بشكل كثيف. كما يتضمن إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية، والانسحاب إلى حدود القطاع، وتفكيك سلاح "حماس" وتسليمه إلى جهة عربية يُرجَّح أن تكون مصر.

 

يشمل المقترح أيضاً إخراج القادة الكبار لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" من غزة، وبدء عملية إعادة إعمار تحت إشراف لجنة عربية - أميركية بمشاركة ممثلين عن الفلسطينيين. كما يتناول إشراك السلطة الفلسطينية بعد إجراء إصلاحات جوهرية، مع إمكان دمج عناصر من شرطة "حماس" في قوام الشرطة.

 

تأثير المقترح على علاقة ترامب بنتنياهو
وبشأن تأثير المقترح على العلاقة بين نتنياهو وترامب، يرى مخول أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، رغم خطاباته التصعيدية، يحتفظ لنفسه بـ"خط العودة" حيال الخطة، نظراً الى إدراكه محدودية الدعم الخارجي في الملفات الحساسة، وعدم استعداد أي دولة لاستقبال مهجّرين من غزة.
لذا، يربط مخول إنهاء الحرب في غزة بمدى جدية الضغط الأميركي، وقدرته على إلزام نتنياهو إذا اقتضى الأمر، خصوصاً في حال استعادت إدارة ترامب زمام المبادرة.

 

المصالح الأميركية أولاً
وفي سياق المصالح الأميركية، يكشف مخول أن ترامب يسعى إلى إبرام "صفقة كبرى" تشمل الملف الفلسطيني إلى جانب قضايا سوريا واليمن وإيران. وتتضمن هذه الصفقة تسليح دول الخليج، ما قد يُضعف التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.

 

وأشار إلى أن هذه الرؤية تدفع واشنطن نحو إشراك تركيا وإيران في المفاوضات. وأضاف أن الإدارة الأميركية تراهن على مكاسب اقتصادية كبيرة من الدول العربية، لا سيما منها الخليجية، في ما يتعلق بالاستثمارات، لكنها في الوقت نفسه لن تحظى بضوء أخضر لحرب ضد إيران أو أي مواجهة إقليمية، بما في ذلك حرب جديدة في غزة، ما يعكس تبايناً محتملاً في المصالح بين واشنطن وتل أبيب.

 

أما بشأن الضغط الداخلي في إسرائيل، فيستبعد مخول أن يكون قادراً على ردع نتنياهو، واصفاً المعارضة بأنها "ضعيفة جداً". ولفت إلى أن الشارع الإسرائيلي يؤيد التوصل إلى صفقة شاملة ووقف الحرب، لكن نتنياهو لا يستطيع تجاوز "الكتلة اليمينية" المتشددة داخل حكومته.
في المقابل، يرى مخول أن الأميركيين يراهنون على تفكيك الحكومة الإسرائيلية من الداخل عبر الأحزاب "الحريدية"، من خلال استغلال قضايا خلافية، أبرزها التجنيد.

 

موقف نتنياهو من المقترح
ويختم مخول بالإشارة إلى أن نتنياهو ينظر بريبة إلى المقترح الأميركي، انطلاقاً من مشروعه السياسي القائم على رفض إقامة دولة فلسطينية. ويعتبر أن إشراك السلطة الفلسطينية في غزة سيخلق دينامية جديدة بين الضفة الغربية والقطاع، وهو ما يرفضه بشدة. غير أن نتنياهو، في الوقت ذاته، لا يملك الكثير من البدائل، ويسعى الى تعويض أي تنازلات قد يُجبر على تقديمها تحت ضغط الإدارة الأميركية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق