في ذكرى ميلاده الخامسة والثمانين، تصدّر اسم الزعيم عادل إمام Adel Imamالمشهد الفني العربي مجددًا رغم اعتزاله، ليس فقط بوصفه رمزًا فنيًا نادرًا، بل كصوت لا يزال يعبّر عن وجدان الملايين، فقد تدفقت رسائل الحب والامتنان من زملائه ورفاق دربه، لتتحول المناسبة إلى لحظة اعتراف جماعي بقيمة الزعيم ومكانته.

وفي تصريحات لـ"العربية" تحدث عدد من نجوم الفن عن تجاربهم المشتركة مع الزعيم، ووجهوا له رسائل محبة وفخر في عيد ميلاده:

يسرا: تعلمت منه الكثير

قالت الفنانة يسرا إنها تشعر بالفخر لأنها عملت مع عادل إمام في عدد كبير من الأعمال، وأشارت إلى أنه كان له دور كبير في تطورها كممثلة، ووصفته بأنه "مدرسة في الالتزام والاحتراف".

لبلبة: أفتخر أنني عملت معه

أما الفنانة لبلبة فأكدت أن تعاونها المتكرر مع عادل إمام ساهم في بناء علاقة مهنية قوية بينهما، مشيرة إلى أنها تتمنى له دوام الصحة والعافية، وأنه من الشخصيات التي يصعب تكرارها في الوسط الفني.

إلهام شاهين: قيمة كبيرة في حياتنا

صرّحت الفنانة إلهام شاهين بأن عادل إمام يمتلك تاريخًا طويلًا من العطاء، وأنه كان حاضرًا بقوة في أهم مراحل تطور السينما المصرية. وأضافت أنه لا يزال يحظى بمحبة الجمهور، رغم غيابه عن الشاشة في السنوات الأخيرة.

خالد الصاوي وخالد سرحان يشيدان بمسيرته

من جهته، قال الفنان خالد الصاوي إن عادل إمام يمثل حالة فنية خاصة، وكان دائمًا مؤثرًا في الجمهور وصاحب بصمة في كل دور أداه. كما عبّر خالد سرحان عن تقديره الكبير لعادل إمام، لافتًا إلى أنه تأثر بأعماله منذ بداياته الفنية.

مشوار عادل إمام الغني بالأعمال

وُلد عادل إمام في 17 مايو عام 1940، وأمضى أكثر من ستين عامًا في الفن، مقدّمًا شخصيات خالدة، وأعمالًا كانت مرآةً للتحولات الاجتماعية والسياسية في مصر والعالم العربي.

ورغم بداياته المتواضعة في أدوار ثانوية، سرعان ما فرض نفسه على المشهد الفني بفضل ذكائه الفطري وحضوره الطاغي. ومنذ السبعينيات وحتى نهاية التسعينيات، كان يتصدر شباك التذاكر في السينما، ويملأ المسارح، ويخطف الشاشات الصغيرة بحضوره الذي لا يشيخ.

من "مدرسة المشاغبين" إلى "طيور الظلام"، ومن "الإرهاب والكباب" إلى "الزعيم"، ظل صوته ممثلًا للجمهور، ولغته قريبة من لغة الناس، وهمّه من همومهم.

وفي العقدين الأخيرين، عاد بقوة عبر مسلسلات مثل "صاحب السعادة" و"العراف" و"فرقة ناجي عطالله"، قدّم خلالها رؤية أكثر نضجًا للواقع، دون أن يساوم على هويته أو أسلوبه.

وثائقي "الزعيم".. أرشيف فني يحفظ التاريخ

بموازاة هذه الاحتفالات، أعلنت "الشركة المتحدة" عن إنتاج وثائقي خاص بعنوان "الزعيم.. رحلة عادل إمام"، سيُعرض عبر قناة "الوثائقية" خلال شهر مايو، ويضم شهادات من رموز فنية وثقافية. العمل يُعدّ أول توثيق شامل لحياته، كما يسجّل آخر ظهور للكاتب بشير الديك وهو يتحدث عن الزعيم.

ورغم ابتعاده عن الأضواء مؤخرًا، ما زال اسمه حاضرًا في وجدان الملايين. مشاهد أعماله تُتداول يوميًا، وجمله الساخرة تحوّلت إلى مفردات يومية في الذاكرة الشعبية.

لقد فهم نبض الناس، وتكلّم بلسانهم، وعكس واقعهم بأمانة وبراعة. كان مرآة للشارع العربي، وفنانًا لم يتعالَ يومًا على جمهوره، بل كان دائمًا منهم وإليهم.