عادل إمام واعماله السينمائية.. ثلاثية فنية فضحت الإرهاب والفساد - تكنو بلس

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عادل إمام واعماله السينمائية.. ثلاثية فنية فضحت الإرهاب والفساد - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 11:31 صباحاً

يستعرض موقع تحيا مصر في عيد ميلاده الـ84، يتجدد الحديث عن واحدة من أبرز سمات مسيرة الزعيم عادل إمام، وهي جرأته في اقتحام المساحات المحرمة سياسيا، عبر أعمال فنية أثارت الجدل وفتحت أبوابًا للنقاش العام لم تكن معتادة في السينما المصرية، فخلال حقبتي التسعينات وبدايات الألفية، قدم الزعيم عادل إمام ثلاثية شهيرة تمثلت في أفلام "الإرهابي"، "الإرهاب والكباب"، "طيور الظلام"، والتي مثلت علامة فارقة في مواجهة التطرف الديني والفساد المؤسسي بقوة الدراما والكوميديا السوداء.

عادل إمام في فيلم الإرهابي

في عام 1994، قدم عادل إمام واحدًا من أكثر أفلامه إثارة للجدل، وهو فيلم "الإرهابي" الذي كتب قصته السيناريست الراحل لينين الرملي وأخرجه ناصر حسين، تناول العمل قصة شاب ينتمي لإحدى الجماعات المتطرفة، يضطر للاختباء داخل منزل أسرة مصرية عادية بعد تنفيذ عملية إرهابية، وهناك يبدأ في إعادة النظر في أفكاره.

عادل إمام 

 

أبطال فيلم الإرهابي

الفيلم شارك في بطولته كل من شيرين، صلاح ذو الفقار، وحسن حسني، وتميّز بجرأته في الطرح وسط تصاعد موجة العنف والتطرف آنذاك في الشارع المصري. رغم التهديدات التي تلقاها الزعيم عقب عرض الفيلم، إلا أنه أصر على موقفه ورفض التراجع، مؤكدًا في تصريحات صحفية حينها:" كنت أعلم أنني أغامر، لكن السكوت عن الإرهاب خيانة لفني وبلدي".

الفيلم قوبل بحفاوة نقدية لافتة، واعتبر خطوة فنية في مواجهة الفكر الظلامي، كما لاقى قبولًا جماهيريًا واسعًا، وظل حتى اليوم من أبرز الأعمال التي ناقشت قضية الإرهاب من منظور اجتماعي وإنساني.

عادل إمام في فيلم الإرهاب والكباب

قبل فيلم "الإرهابي"، أطلق عادل إمام عام 1992 فيلم "الإرهاب والكباب" من تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة، وهو عمل يعد من كلاسيكيات السينما المصرية التي عبرت عن غضب المواطن من تعقيدات البيروقراطية والتضليل الإعلامي والأزمات التي يعاني منها رجل الشارع البسيط، وأيضا غياب العدالة.

جسد الزعيم دور موظف بسيط يدخل مجمع التحرير لإنهاء معاملة حكومية، ليجد نفسه فجأة متورطا في احتجاز رهائن داخل المبنى، بعدما فاض به الكيل من تعسف الموظفين وتعقيد الإجراءات، ويعتقد الجميع أنه مدبر الأمر تنظيم إرهابي، في كوميديا سوداء تعبر عن أحلام البسطاء.

الفيلم الذي شارك في بطولته  يسرا، كمال الشناوي وأحمد راتب، حقق  نجاحًا ساحقًا على المستوى الجماهيري، واعتبره النقاد "صرخة ساخرة" في وجه الفساد الإداري والعجز الحكومي، كما تم تصنيفه لاحقًا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، لما يحمله من إسقاطات ذكية وجرأة في النقد المجتمعي.

عادل إمام في طيور الظلام  

في عام 1995، عاد الثلاثي عادل إمام، وحيد حامد، وشريف عرفة لتقديم عمل آخر لا يقل قوة عن سابقيه، وهو فيلم "طيور الظلام"، الذي غاص في دهاليز الصراع بين الجماعات الدينية والسلطة السياسية، من خلال قصة 3 محامين وأصدقاء منذ المرحلة الجامعية، يمثل كل منهم اتجاهاً فكريًا مختلفًا.

لعب إمام دور المحامي الانتهازي "فتحي نوفل"، الذي يصعد في السلم الاجتماعي من خلال شبكات الفساد، بينما جسد رياض الخولي دور العضو في جماعة إسلامية متشددة، أما أحمد راتب جسد شخصية "محسن" الذي اختار أن ينزوي بعيدا عن الصراعات.

الفيلم تلقى إشادو واسعة من النقاد، الذين وصفوه بأنه مرآة دقيقة للواقع المصري في التسعينات، كما أشاد الجمهور بقدرة الزعيم على المزج بين الكوميديا والدراما السياسية دون الوقوع في فخ الخطابة أو المباشرة.

مسيرة عادل إمام

خلال مسيرته، لم يخضع عادل إمام لأي نوع من الضغوط السياسية أو الفكرية، وفي لقاءاته العديدة، لم يتردد الزعيم في التعبير عن قناعته بأن السينما يجب أن تكون في صف المجتمع لا السلطة ولا التطرف، وقال في أحد تصريحاته: "الإخوان حاولوا يسيطروا على كل شيء، حتى السينما، لكني لم أكن من هؤلاء الذين يساقون مع الموجة".

بعد مرور عقود على عرضها، لا تزال أفلام عادل إمام السياسية تحمل حضورًا قويًا في ذاكرة المشاهد، وتستعاد بكثافة في الأوقات التي تشهد اضطرابات اجتماعية أو صعودًا لخطابات التطرف، فقد قدمت تلك الأعمال رؤى فنية لتشوهات الواقع.

أفلام "الزعيم" أثبتت أن السينما، حين تكون جريئة وصادقة، قادرة على استشراف المستقبل، وخلق وعي حقيقي يتجاوز حدود المتعة والترفيه. ولهذا، فإن احتفالنا بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام ليس مجرد تكريم لفنان، بل هو إشادة بتاريخ من المواقف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق