نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وصية
الذئب
الأخيرة - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 02:50 صباحاً
ذئبٌ يقضي أيامه الأخيرة؛
منتظراً انحدارَ الوعول من أعالي الجبال ليُطعِمها اعتذاره،
ويمضي إلى حتفه جارّاً قوائمه بصعوبة.
لا يتذكّر غير الهواء الذي أدمى رئتيه
... الأحجار التي لعقها تاركاً رائحته للكلاب
الدماء التي تبعها العواء في وجه الأيام
... إغماض عينه قبل أن يخرج ثدي الضوء من مخبأه.
ها أنا..
أُمدِدُ نحيبي على التراب، متذكراً عائلتي التي أكلتها الرياح..
الرصاص الذي أخطأ طريقه إلى قلبي آلاف المرات؛ نادماً على ضياعه قبل هذا الأوان.
وحيدٌ.. إلاّ من رئتي الواسعتين والمدربتين على الركض خلف الفرائس.
نعومة الرمل وقدح الصخر تحت مخالبي.
قوائمي المتورمة.
خوف القطعان العزلاء ورائحة صغارها ورقابها في فمي.
ها أنا يا إلهي،
أركضُ مرةً، وأقعي مرةْ..
منتظراً الوعول لأسمعها اعتذاري الأخير عن ضرب أنيابي في جلود ذريتها كلّ هذه السنوات.
عن الخوف الذي أسمعه في أظلافها قبل أن ترى عينيّ المتقدتين بالغريزة والأوجاع.
عنه.. وأنا أستنشقُ رائحةَ العشب في أفواهها.
ها أنا..
أقفُ في هذه الأرض منتظراً...
الشيبُ يخدشُ بصري
جِلدي يابسٌ
أضلاعي تكوّمت
أنيابي قشّ
وها هي وصيتي الأخيرة في انتظار الفريسة والقطيع الذي لن أتذوّقَ دمه احتراماً وندماً.
... لقصته التي دافع عنها ببسالة و...
ندماً على ما فعلته به من التربّص والخديعة.
فيا أيّتها القطعان البعيدة والخائفة من المخابئ والجوف..
ها هو سلاحي يثلمه الوقتُ وترقبهُ الثعالبُ والأفاعي والدّود..
وأغنياتي لم تعد كافية للعيش.
أمّا ورثَتي فغادروا.
وبرُ جلدي تدعكه الأشواك ليأخذه رجل خائفُ يُغنّي عليه بشجاعة..
هو نفسه الذي أيقظ لهاثي حواسه، ونبهته ضربات قوائمي.
ها أنا (الوحيد) أحمل معطف سنواتي بتعبٍ لا مثيل له.
فتعال أيّها القطيع لنُنهي الأمر،
ففي قلبي ما يكفي من الكبرياء والنّدم.
تعال.. فلم يعد هناك من الوقت ما يكفي قبل قبضة الوجود الهائلة والأبدية.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : وصية الذئب الأخيرة - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 02:50 صباحاً
0 تعليق