شاركت الخطوط الحديدية السعودية ”سار“ بفعالية في مؤتمر السلامة للسكك الحديدية 2025، الذي نظمتهُ هيئة معايير السكك الحديدية الأسترالية «RISSB» واختتم أعماله مؤخرًا في مدينة سيدني يومي 13 و14 مايو الجاري.
وقدمت ”سار“ خلال هذا المحفل الدولي الهام، الذي شهد حضور نخبة من القيادات والخبراء العالميين في قطاع النقل، ورقة عمل متخصصة استعرضت فيها نهجها التحويلي المبتكر في ترسيخ السلامة كمعتقد مؤسسي يتجاوز مفهوم الامتثال التقليدي للقوانين واللوائح.
وحملت ورقة العمل التي قدمتها ”سار“ عنوان: ”السلامة تتجاوز الامتثال: نهج تحويلي لترسيخ السلامة كمعتقد مؤسسي“.

تصور متقدم لمفهوم السلامة

وسعت الشركة من خلالها إلى طرح تصور جديد ومتقدم يربط مفهوم السلامة بشكل وثيق وعضوي بالأداء المؤسسي الشامل، ويُعيد تعريفها كعنصر استراتيجي حيوي وجزء لا يتجزأ من ثقافة العمل اليومية وهوية الشركة الأساسية.
واستعرضت الورقة التجربة التحولية العميقة التي قادتها ”سار“ في مجال السلامة خلال السنوات الأخيرة، والتي ارتكزت على ثلاث ركائز أساسية ومتكاملة.
تمثلت الركيزة الأولى في ”القيادة المؤسسية للسلامة“، والتي تنبع من التزام ودعم أعلى مستويات الإدارة، حيث تم دمج اعتبارات السلامة في صميم الخطط الاستراتيجية للشركة ومعاملتها كأولوية قصوى لا تقبل أي تنازل.
أما الركيزة الثانية، فهي ”تمكين الموظفين“، وذلك من خلال تعزيز شعورهم بالملكية والمسؤولية تجاه منظومة السلامة، وتحفيزهم على تبني المبادرات الفردية والجماعية في تطبيق معاييرها.
وجاءت الركيزة الثالثة متمثلة في ”التحسين المستمر“، عبر تحليل البيانات التشغيلية بدقة، ومراقبة السلوكيات، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية المعتمدة، وهو ما أسهم بشكل ملموس وواضح في خفض معدلات الحوادث ورفع معدلات الامتثال والانضباط التشغيلي داخل الشركة.

تغيير صورة العمل

وأكدت ”سار“ في ورقتها أن السلامة لم تعد تُعامل داخل أروقتها كمجرد وظيفة إدارية أو مجموعة من الإجراءات الروتينية، بل أصبحت بالفعل ”معتقدًا مؤسسيًا“ راسخًا يتجلى في كافة تفاصيل عمليات اتخاذ القرار اليومي، ويُسهم بفعالية في تمكين الأداء التشغيلي المتميز وتحقيق أهداف الاستدامة.
وأشارت إلى أن ترسيخ هذه القناعة العميقة في مختلف مستويات الشركة قد أدى إلى إيجاد بيئة تشغيلية تتميز بأعلى معايير الأمان والكفاءة.

مؤتمر RISSB لسلامة قطاع السكك الحديدية

ويُعد مؤتمر RISSB أحد أبرز المنصات العالمية التي تتيح المجال لتبادل الخبرات ومناقشة أحدث القضايا والتحديات المتعلقة بالسلامة في قطاع السكك الحديدية، بما في ذلك موضوعات حيوية كالسلامة الرقمية، والعوامل البشرية وتأثيرها، والتحول التقني المتسارع، والحوكمة التشغيلية الفعالة، مما جعله فرصة فريدة وثمينة لـ ”سار“ لاستعراض ريادتها وتجربتها المتقدمة والمتميزة أمام المجتمع الدولي المتخصص.
ولم تقتصر مشاركة ”سار“ على كونها مجرد استعراض لتجربة فنية وتقنية ناجحة، بل جاءت كامتداد طبيعي للدور المحوري الذي تلعبه الشركة في دعم وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، والإسهام الفاعل في تحقيق تطلعات رؤية السعودية 2030.
وأوضحت ”سار“ أن شبكاتها الحديدية المتنامية التي تغطي مناطق المملكة المختلفة، تُسهم بشكل كبير في تمكين القطاعات الحيوية، ودعم التحول نحو اقتصاد وطني أكثر كفاءة واستدامة.