اختتم المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق أعمال مؤتمره العلمي الثامن، الذي انعقد على مدار يومي 13 و14 مايو الجاري، تحت عنوان "الإعلام وبناء الإنسان"، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبمشاركة نخبة من الشخصيات الوزارية والأكاديمية والإعلامية البارزة.

شهدت الجلسة الافتتاحية حضور الأستاذة ياسمين خميس رئيسة مجلس إدارة مجموعة النساجون الشرقيون، د. جودة غانم ممثلًا عن وزير التعليم العالي، ود. حسام عبد الغفار مساعد وزير الصحة ممثلًا عن وزير الصحة، د. مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسب، ونقيبي الإعلاميين والفنانين الدكتور طارق سعدة والدكتور أشرف زكي، والدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والكاتب الصحفي أحمد سليمان رئيس تحرير جريدة المساء وبوابة الجمهورية أون لاين وكتاب الجمهورية.

ومن أكاديمية الشروق شارك اللواء د. أحمد عبد الرحيم رئيس مجلس الإدارة، ود. محمد شومان نائب رئيس المجلس، ود. سهير صالح عميدة المعهد ورئيسة المؤتمر، ود. إلهام يونس وكيلة المعهد وأمين عام المؤتمر.

وكرم المؤتمر خلال فعالياته كلًا من د. منى الحديدي أستاذة الإذاعة والتليفزيون، والكاتبة الصحفية الكبيرة سناء البيسي، تقديرًا لإسهاماتهما الأكاديمية والمهنية في مجال الإعلام.

تضمن المؤتمر ثلاث جلسات نقاشية رئيسية، ناقشت موضوعات: "الدراما العربية وتشكيل هوية المجتمعات"، "الإعلام الرياضي وتعزيز القيم الأخلاقية"، و"التعليم وبناء الإنسان"، شارك فيها نخبة من المتخصصين والمهنيين، ناقشوا 24 بحثًا علميًا موزعة على ست جلسات علمية تناولت موضوعات متنوعة مثل الحملات الإعلامية للمبادرات الحكومية، الإعلام وتعزيز حقوق الإنسان، الإعلام وتشكيل الهوية، الإعلام والتحول الرقمي، الإعلام والتعليم وبناء الأجيال، والإعلام والتمكين الاقتصادي والاجتماعي.

وانتهى المشاركون في المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات، أبرزها: استخدام المنصات الجديدة في التثقيف الإعلامي الموجه للشباب، وتعزيز المسؤولية المجتمعية للإعلام في القضايا البيئية والإنسانية، وإدراج موضوعات مثل الميتافيرس والذكاء الاصطناعي في مناهج كليات الإعلام، وإنشاء لجنة قومية لتقييم برامج التعليم الإعلامي، وتعزيز التعاون بين كليات الإعلام وكليات الذكاء الاصطناعى، ودعم الدراسات المتخصصة في التربية الإعلامية والرسائل الوافدة من دول الشرق، والدعوة لإعداد ميثاق شرف للإعلام الرياضي يكرس احترام القيم المجتمعية والإنسانية.

أكدت التوصيات أهمية أن يكون البحث العلمي في الإعلام قائدًا للتوجهات المجتمعية وليس تابعًا لها، مع ضرورة توجيه نتائج الدراسات إلى جهات تنفيذية محددة لضمان تحقيق الأثر التطبيقي.

كان د. جودة غانم رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشؤون المعاهد نائبا عن وزير التعليم العالي، قد عرض خطوات وزارة التعليم العالي للنهوض بقطاع المعاهد العليا، الذي يستوعب نحو 30 % من طلاب التعليم العالي، مشيرًا إلى توحيد لجان القطاعات وتحديث آليات اختيار القيادات الأكاديمية.

وأوضح د. حسام عبد الغفار مساعد وزير الصحة والمتحدث الرسمي، أن مشروع بناء الإنسان يبدأ قبل التعليم الرسمي، مشيرًا إلى مبادرة «بداية جديدة» التي تستثمر في الطفل منذ الميلاد وحتى 6 سنوات، ومؤكدًا أن صحة المواطن أساس تحصيله العلمي.

أشار د. مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق، إلى أن الإعلام رسالة نبيلة مؤثرة في المجتمع، مستعرضًا تجربته التي جمعت بين المجال الأكاديمي والسياسة، داعيًا إلى دعم قدرات الإعلاميين كي يظل الإعلام قوة فاعلة في التنمية.

أكّد اللواء د. أحمد عبد الرحيم رئيس مجلس إدارة الأكاديمية، أن الإعلام سلاح لا يقل أهمية عن المدفع، مستشهدًا بتجارب شخصية من نكسة 1967 وحرب أكتوبر 1973، حيث لعب الخطاب الإعلامي دورًا حاسمًا في هدم المعنويات أو رفعها.

نبّه د. طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، إلى أن الإعلام الحقيقي مسؤولية ضمير قبل أن يكون مهنة، مطالبًا بالتمسك بالصدق والوضوح لمواجهة فوضى الشائعات، ومشددًا على أن كل مواطن بات شريكًا في صناعة الرسالة عبر المنصات الرقمية.

بدوره، لفت د. سامي الشريف، إلى أن بناء الإنسان مهمة تتشاركها كل المؤسسات، محذرًا من تحميل الإعلام وحده كامل العبء، داعيًا إلى تكامل الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية والثقافية مع المنصات الإعلامية.

أكدت د. سهير صالح عميدة المعهد ورئيس عام المؤتمر، أن الإعلام لم يعد ناقلًا للأحداث، بل صانعًا للواقع، معتبرة أن معركة الوعي هي التحدي الأهم في المرحلة الراهنة، وأن الخطاب الإعلامي يجب أن ينطلق من تساؤلات تربوية وثقافية عميقة لبناء الوجدان والانتماء.

قالت د. إلهام يونس وكيلة المعهد وأمين عام المؤتمر، إن محاور المؤتمر تنبثق من الرؤية الشاملة للدولة لبناء الإنسان في جميع المجالات، مؤكدة أن الإعلام أحد المرتكزات الأساسية لهذا البناء، وأن اللقاء العلمي يهدف إلى صياغة توصيات قابلة للتنفيذ تعزز دور الإعلام في الوعي والتنمية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل