@karimalfaleh
••• قد يظن القارئ أنني أتحدث عن الأعمال الرسمية التي يجب أن يقوم بها ‏الأستاذ ياسر المسحل رئيس اتحاد كرة القدم، لكن مقالي مختلف، فهو عن تلك الهجمة التي تعرض لها المسحل في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الإعلامية كلما خسر المنتخب بطولة أو مباراة، وكأن الهزيمة لا يتحملها إلا هو!!
هل تريدون منه ان ينزل الملعب ويحرك قدميه فوق العشب الأخضر؟!!
••• من اللافت أن الهجوم لا يكون متوازنا ولا عادلا بل يغيب عنه التحليل الموضوعي، ويختفي الحديث عن أخطاء اللاعبين، خاصة إن كانوا ينتمون إلى أندية معينة. بعضهم يرتكب أخطاء مؤثرة غيرت مجرى المباريات، ومع ذلك لا يُذكرون، ولا يُنتقدون، وكأن الحصانة الإعلامية تغلفهم.
في المقابل، يُحمَّل المسحل وحده المسؤولية، في صورة أقرب إلى التصفية الشخصية منها إلى النقد البنّاء.
••• إن الإنصاف يقتضي النظر إلى ما قدمه المسحل منذ توليه المنصب. فهو ليس وافدا جديدا على الوسط الرياضي بل يملك سجلا من الخبرة الإدارية والتنظيمية يمتد لأكثر من عقدين شغل خلالهما عدة مناصب مهمة منها عضويته في اللجنة المنظمة لكأس آسيا، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ورئاسته للجنة المسابقات إلى جانب أدواره في تنمية الكرة السعودية إداريا وتنظيميا.
••• هو أيضا خريج ‏جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كما أنه اكتسب خبرة عملية في الشركة العالمية العريقة "أرامكو".
شهدت الكرة السعودية تحت قيادته تطورا ملحوظا في تنظيم البطولات وتوسيع قاعدة المنافسات المحلية وتحسين البنية الإدارية للاتحاد.
كما شهدت المنتخبات السنية تطورا في الأداء مع نجاحات تستحق الذكر، لكن يبدو أن بعض الأصوات لا ترى إلا اللحظة، ولا تقيّم الصورة كاملة.
••• النقد حق مشروع، بل ومطلوب لكن حين يتحول إلى استهداف دائم وممنهج يغيب فيه الإنصاف ويتغلب عليه الانتماء الضيق، فإننا أمام مشكلة أكبر من مجرد خسارة مباراة.
••• نحن أمام ظاهرة تحتاج إلى وقفة: هل نريد إصلاحا حقيقيا في الكرة السعودية أم نبحث عن شماعة نعلق عليها كل الإخفاقات.