نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انتظار قلق لزيارة ترامب ومقاربته الملفات العالقة - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 06:26 مساءً
لا يحول اعتبار بعض المراقبين أن عدم إحداث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاختراق الذي أراده في وقف الحرب في أوكرانيا، دفع في اتجاه تكرار ما قام به، أي أول زيارة خارجية له في ولايته الأولى عام 2017 للمملكة العربية السعودية. المهم في هذا التوجه جملة رسائل قد يكون أبرزها أن ثمة أولوية للمنطقة في حسابات الإدارة الأميركية، وهذه الحسابات لا تستند إلى عملية التفاوض الجارية مع إيران حول ملفها النووي، بل إلى علاقات استراتيجية مع دول المنطقة الخليجية في شكل خاص.
والأولوية المستعادة لإدارة ترامب تعود جزئيا إلى موضوع تطبيع العلاقات بين المملكة السعودية وإسرائيل، والذي تريده الولايات المتحدة بقوة، لكن الأمر بات مختلفا مع التغييرات الكبيرة في المنطقة، من الصراع المدمر بين إسرائيل و"حماس" في غزة إلى التحول الدراماتيكي في سوريا وكذلك في لبنان، وتراجع محور إيران في المنطقة وما يمكن أن يقود إليه ذلك من احتمال تحقيق تقدم نحو اتفاق نووي مع إيران في ظل هذا المعطى المهم جدا.
ومن الرسائل المهمة التي يرصدها البعض أن ما ساد قبل "طوفان الأقصى" على مدى أعوام لم يعد قائما، لناحية أن دولا ثلاثا تقرر المصير هي إسرائيل وتركيا وإيران، فيما الدول العربية لا وجود لها، وهذا ما ينقضه الواقع الحالي، ليس عبر زيارة ترامب للمنطقة وتكريسه المنطق المخالف لذلك فحسب، بل إن الامر واضح من السياق الذي تحولت إليه الأمور. وهذا ينطلق من الجولة التي بدأها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في السعودية ودول خليجية أخرى هي على جدول الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي، ولا تنتهي المسألة بالوساطة السعودية والخليجية عموما في موضوع غزة وأوكرانيا والوضع الذي تدهور بين الهند وباكستان، إلى الموضوع الإيراني وملف سوريا ولبنان والعراق والسودان.
وكل ذلك يظهر أن من مصلحة الإدارة الأميركية إيلاء الأولوية لمنطقة لا تزال ساحة متفاعلة للتنافس الجيوسياسي، وخصوصا أن لكل من روسيا والصين علاقاتهما بدول المنطقة وجوانب كثيرة للمنافسة مع الولايات المتحدة. هذا لا ينفي البعد الاقتصادي والتجاري والطاقوي للمصالح الأميركية مع الدول الخليجية في شكل خاص، في ظل توقعات أو وعود باستثمارات بمليارات الدولارات للدول الخليجية وفي مقدمها المملكة السعودية والإمارات، بل إنه يشكل الأساس.
والواقع أن ثمة انتظارات لمقاربات ترامب التي بدأ بها الأشهر الثلاثة الأولى من ولايته في العلاقات مع دول المنطقة، على ضوء جملة ملفات سياسية واقتصادية وجيوسياسية. وفي عهدة الدول الخليجية التي تتم الاستعانة بها في إدارة ملفات المنطقة، مجموعة من التعقيدات المتصلة بإسرائيل، سواء في ما خص الحقوق الفلسطينية وليس وضع غزة فحسب، أو ما يخص إنهاء الوضع العالق جنوبا في لبنان أو الاستباحة الإسرائيلية لسوريا وأراضيها، فيما الإدارة الأميركية وجهت رسائل مستفزة في شأن غزة وطلبت من مصر والأردن قبول هجرة الفلسطينيين إليهما، وتضغط على كل من لبنان وسوريا لأأسباب مختلفة.
ومع أن الإدارة الأميركية وجهت رسائل بدت حازمة لإسرائيل تردد أنها تتعلق بذهابها إلى بدء التفاوض مع إيران حول ملفها النووي، على عكس ما تريده إسرائيل، أو أنها أعلنت وقف ضرباتها ضد الحوثيين خلافا لرغبة تل أبيب التي تريد استمرار هذه الضربات تقويضا لقدرة هؤلاء ولقدرة إيران كذلك، وحتى اتفاقها المباشر مع حركة "حماس" على إطلاق رهينة أميركية من دون علم إسرائيل، فان تناقض الأولويات الأميركية والإسرائيلية لا يسمح بالرهان على سبل مختلفة متضاربة.
لكن الرهان هو على ما يستطيع الرئيس الأميركي إنجازه أو وضعه على سكة الحل أوّلا، وعلى نحو ملحّ في إنهاء الحرب في غزة وما يمكن أن يطرحه بعد اقتراحه الذي أثار الاستغراب حول السيطرة على غزة وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط، وما يمكن أن يساهم به في موضوع اليمن وسوريا، فيما يقول المعنيون إن لبنان لا يحتل الأهمية نفسها، ولو أن دعما عربيا يبدو مطلوبا بقوة للضغط على إسرائيل عبر أميركا لإنهاء احتلالها النقاط الخمس في الجنوب اللبناني.
والواقع أن ثمة إجماعا خارجيا غير مسبوق على استجابة لبنان لالتزاماته في موازاة ذلك، وقد ينطبق الأمر الى حد ما على سوريا.
لا توقعات في المقابل عن تحرك موضوع التطبيع بين إسرائيل والسعودية في المدى المنظور، ولكن يعتقد أن ترامب يريد تسجيل نجاحات يرى كثر أنه يمكن تحقيقها وإحراز تقدم من خلالها بالتنسيق مع المملكة السعودية والدول الخليجية وتسهيل بعض التعقيدات. وهذا محور مهم متوقع بروزه بقوة في الأيام المقبلة.
rosannabm @hotmail.com
0 تعليق