نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوريا التي قلبت معادلتها، إلى قلب المعادلات - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 04:53 مساءً
قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، بوساطة سعودية، يعيد دمشق التي قلبت المعادلة وأطاحت النظام الأسدي، إلى قلب المعادلة العربية والإقليمية، ويحتضن نظاماً جديداً لا يمكن أن يستقر، إلا بالاحتضان العربي له الذي يتيح له الانفتاح على العالم وإعادة ربط ما انقطع.
الرئيس أحمد الشرع الآتي من حضن التكفير، مدفوعاً اليوم من قوى إقليمية وربما دولية تريد عبره إعادة الإمساك بسوريا وجعلها دولة عصرية، اقرب الى العلمانية، كمقدمة لإلغاء كل الدول الدينية، أو القائمة على إحكام الدين وقوانين الشريعة، سيسلك طريقاً متعرجة وخطرة، نحو التطور الغربي الذي سيرسم مشهدية جديدة في كل العالم مع الإدارة الأميركية الجديدة والجريئة.
وإذا كان ترامب حرر سوريا من شرنقة العقوبات، فإنه لم ينسَ لبنان. قال: "مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه". واضاف "فرصة لبنان تأتي مرةً في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه".
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية سام وربيرغ، فصرّح: "نبحث عن أفضل إمكان لدعم الجيش اللبناني الذي يجب أن يبسط سيطرته على كلّ شبر من لبنان، ونبحث مع الحكومة أنواع الدعم الاقتصادي المطلوب". أضاف: "هناك تغييرات جذريّة في لبنان مع الرئيس الجديد والحكومة الجديدة، وأميركا لديها الإمكان للتواصل مع المسؤولين يومًا بيوم وساعة بساعة، والإصغاء إلى حاجاتهم وجديدهم وشكواهم".
هذا الكلام يختصر النظرة إلى لبنان، الجار الأقرب إلى سوريا، وكذلك إلى إسرائيل، إذ يريد منه البيت الأبيض أن يمضي إلى سلام أثبتت التجارب عجز النظام الطائفي التوافقي عن المضي به من دون سوريا وعدد من الدول العربية. المهم في المرحلة الأولى أن يبني لبنان علاقة جيدة وجديدة مع النظام السوري. وقد بدأت تباشير هذا الأمر تتحقق في مجالات عدة، وستدفع بها قدماً الإدارة الأميركية. وان يرمم علاقاته مع الدول العربية الشقيقة التي اساء اليها "حزب الله" مراراً وتكراراً.
وليس صحيحاً ما يردده بعض أهل الممانعة أن الإدارة الأميركية ربما تعهد في لبنان مجددا إلى الوصاية السورية، مع النظام الجديد الذي يرأسه حالياً احمد الشرع. إنه كلام من باب التخويف ليس أكثر، أولا من سوريا الجديدة التي لم تستقر بعد على نظام منفتح وعصري، وثانياً هو تحريض على الأميركيين والغربيين الذين يتحركون وفقاً لمصالحهم في المنطقة، وقد سلموا لبنان سابقاً، بما فيه ومن فيه، إلى النظام الأسدي، قبل أن يتخلوا لاحقاً عن الرئيس الفارّ بشار الأسد ويتركوه أسير حروب داخلية، وقبل أن يلوذ بالفرار.
وليس صحيحاً أن سوريا الجديدة قادرة على تنفيذ وصاية على لبنان، وهي غير قادرة على تثبيت حكمها وإعادة السيطرة على أراضيها واسترجاع سيادتها الوطنية. وليس صحيحاً أن الوصاية الغربية تريد إخضاع لبنان للوصاية السورية مجدداً، إلا إذا أثبت تكراراً أنه دولة فاشلة ولا تستطيع القيام بإصلاحات، ولا يمكنها حصر السلاح، ولا ضبط التهريب، وما إلى ذلك من قرارات سيادية. الوصاية يطلبها، ويستجلبها، ويتسبب بها الداخل. لكن الإرادة الدولية في الوقت الحاضر تدعم في الاتجاه المعاكس، أي تثبيت كيانية لبنان وسيادته واستقلاله، وهذا الدعم مستمر إلى وقت غير محدد، لكنه ربما لا يكون دائماً أبداً.
خلاصة الكلام أن السعودية أعادت دمشق إلى الحضن العربي أولاً، بعد ان ثبتت زعامتها العربية، (ومنها على لبنان وسوريا معاً بتكليف دولي) في مواجهة محاولات التتريك والفرسنة، وحاصرت ثانياً كل القوى المؤيدة للنظام السوري السابق ومحوره الفارسي، وأدرجت سوريا مجدداً في النظام العالمي الجديد، غير المعادي لإسرائيل، مما سيحتّم تعجيلاً للشرق الأوسط الجديد الذي خططت له الإدارة الأميركية منذ زمن وانتظرت التوقيت المناسب لجعله واقعاً. شرق أوسط جديد خال من النزاعات والحروب.
0 تعليق