صوتك هنا، لكن أين هو فعلاً؟ انتخابات لبنان تحت المجهر - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صوتك هنا، لكن أين هو فعلاً؟ انتخابات لبنان تحت المجهر - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 11:40 صباحاً

رين علي محمد 

 

 

في لبنان، حيث الأمل والحقيقة غالباً ما يسيران في اتجاهين متعاكسين، يتساءل المواطن: هل صوتي يساوي شيئاً في الانتخابات؟ هل يعبّر عني حقاً؟ الانتخابات في لبنان ليست مجرد حق مدني، بل هي في كثير من الأحيان، مسرحية كبيرة لا تُعبر عن حقيقة واقع المواطن. نُمنح الحق في التصويت في مناطق لا نعيش فيها، ونظن أننا نُشارك في تغيير مصيرنا، بينما الواقع يصرخ: "أنت في لعبة، لكنك خارج القوانين الحقيقية".
إلى أي مدى نحن ممثلون في هذا النظام؟
منطقة شحيم، حيث أعيش، ليست المكان نفسه الذي أُنتخب فيه. فكيف يمكن للمواطن الذي لا يعيش في بيروت، أن يكون صوته في تلك المدينة هو نفسه الذي يُمثل حياته في مناطق أخرى؟ كيف يمكن أن يكون قرارك جزءاً من معركة سياسية عندما لا يكون له أي علاقة مباشرة بمكانك، بقضاياك، بحياتك اليومية؟ هل يمكن أن يعتبر هذا حقاً ديموقراطياً؟
نعم، الانتخابات في لبنان ليست أكثر من لعبة سياسية مقيتة!
بينما يناضل المواطنون في أماكنهم المختلفة لتحقيق أبسط حقوقهم، يأتي النظام ليُقرر عنهم في أي مكان يُفترض أن يدليوا بأصواتهم. هل يعني حقاً أن صوتك في بيروت أكثر أهمية من صوتك في منطقة شحيم أو أي مكان آخر؟ هل يعقل أن يتخذ أشخاص يعيشون في مكان بعيد ولا يعرفون شيئاً عن حاجاتك قرارات مصيرية عنك وعن مجتمعك؟
هل يستحق المواطن اللبناني هذا العبث؟
في الوقت الذي يتم فيه اعتبار حق التصويت أحد أقدس الحقوق الديموقراطية، نجد أن هذا الحق يُستغل بشكل لا يليق بتاريخ هذا الشعب. كيف يمكن أن تُعطى الأولوية لمنطقة لا تعيش فيها؟ هل يستطيع أهل بيروت فعلاً فهم هموم الناس في مناطق نائية مثل شحيم أو جبل لبنان؟ الإجابة ببساطة: لا! هذا ليس تمثيلاً حقيقياً، هذا استهتار بحق المواطن.

هل الحل موجود؟ نعم، لكن الإرادة غائبة!
من أجل أن يكون النظام الانتخابي في لبنان حقيقياً، يجب أن نعيد تعريف معنى التمثيل. يجب أن يُسمح للمواطن بالتصويت حيث يقيم، حيث يعاني، حيث يعيش همومه. هذا هو التمثيل الحقيقي. يجب أن يكون للإنسان صوت في المكان الذي يشهد حياته، أينما كان.
إلى متى سيظل المواطن اللبناني أداة في يد السياسيين؟
المشكلة لا تكمن في النظام فحسب، بل في كيفية استغلاله. المشكلة أن السياسيين يستفيدون من هذا التلاعب بالأصوات، ويتركون المواطن يعتقد أنه جزء من النظام بينما هو مجرد أداة في لعبة أكبر. هذا ليس انتخاباً! هذا مجرد عملية عبثية للتمثيل على الناس.
الصوت الضائع
إن الانتخابات ليست مجرد استحقاق سياسي، بل هي جزء من هوية المواطن اللبناني. لكن ما يحدث اليوم في لبنان هو تسويق لحقيقة مغلوطة: صوتك قد لا يكون حيث تقيم، لكنه في النهاية يؤثر على حياتك بشكل مباشر. هذا هو العبث الذي نعيشه. يبقى السؤال: هل سنظل نعيش في هذا الواقع، أم سيكون لنا يوماً صوت حقيقي في المكان الذي ننتمي إليه؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق