في وقت تتجه فيه أنظار الإعلام بشكل شبه كامل نحو لاعبي برشلونة وريال مدريد، وسط منافستهم الشرسة على لقب هداف الدوري الإسباني هذا الموسم، يبرز النروجي ألكسندر سورلوث ليؤكد مكانته كأحد أفضل المهاجمين في أوروبا.

دخل سورلوث التاريخ من أوسع أبوابه عندما حقق إنجازاً استثنائياً بتسجيل أسرع "هاتريك" في تاريخ الدوري الإسباني، وواحداً من الأسرع في تاريخ كرة القدم على الإطلاق، وذلك بعد إحرازه ثلاثة أهداف في غضون 4 دقائق فقط خلال مباراة أتلتيكو مدريد ضد ريال سوسييداد.

ولم يكتفِ بذلك، بل أضاف الهدف الرابع لفريقه خلال 30 دقيقة فقط، ليكون أوّل لاعب في الموسم الحالي يسجل "سوبر هاتريك" في الليغا منذ أن حقق بنفسه الإنجاز ذاته في الموسم الماضي خلال 17 دقيقة فقط.

ورغم أنّ سورلوث لا يشارك أساسياً في الكثير من المباريات هذا الموسم، إلا أنه تمكن من تثبيت مكانه بين هدافي الدوري الإسباني، إذ يحتل المركز الخامس برصيد 17 هدفاً في 32 مباراة، منها 13 مباراة فقط بدأ فيها أساسياً.

مشوار سورلوث مع التألق بدأ فعلياً الموسم الماضي حين نال فرصته الحقيقية مع نادي فياريال بعد سلسلة من المحطات التي لم تثمر النجاح. صعوده الحقيقي برز عندما سجل "سوبر هاتريك" في شباك ريال مدريد، ما جعله يتصدر قائمة هدافي الدوري الإسباني آنذاك، وكاد أن يحصد جائزة الهداف بعد وصوله إلى 23 هدفاً قبل أن يخطف دوفبيك اللقب منه في المرحلة قبل الأخيرة.

تاريخ سورلوث مع اللعبة مليء بالتحديات؛ فقد تنقل بين 11 نادياً في 7 دول مختلفة حول العالم من دون أن يجد احتضاناً كافياً لموهبته.

بقيَ لسنوات لاعباً مهمشاً يُعار باستمرار من فريق إلى آخر، حتى وجد الاستقرار أخيراً في الدوري الإسباني مع نادي فياريال الذي انتقل إليه مقابل 10 ملايين يورو قادماً من لايبزيغ. هناك، استطاع أن يُثبت أنه موهبة لم تُحالفها الحظ سابقاً، ونجح بشق طريقه نحو القمّة، قبل أن ينتقل إلى أتلتيكو مدريد في صفقة بلغت قيمتها 32 مليون يورو، ليبدأ فصلاً جديداً ربما يكون الأكثر أهمية في مسيرته.