صانع محتوى.. لكن أين المحتوى؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صانع محتوى.. لكن أين المحتوى؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 02:04 مساءً

كاتيا سعد - الامارات 

 

من أنت؟ صانع محتوى.. 
ماذا تفعل؟ صانع محتوى..
لماذا تمّت دعوتك؟ لأنني صانع محتوى..
ماذا تقدّم؟ محتوى…
إنه سيناريو مليء بكلمة "محتوى" ولكنه في الواقع فارغ من "المحتوى". إذا لم نذهب بعيداً في شرح مفهوم المحتوى، يمكن تبسيطه بأنه كل معلومة تُقدّم الى الجمهور بقالب معين: مكتوب، مسموع، مرئي ورقمي. في بادئ الأمر، كان كذلك.. إلى حين بات الموضوع "ترند" و"شغلة اللي ما إلو شغلة"، أو حتى كل باحث عن مردود مادي بطريقة "السهل الممتنع". وأصبح صانع المحتوى، بلا محتوى!
لكل مهنة عصرها الذهبي، كذلك المحتوى لكن عصره الذهبي قصير للغاية. كان عدد صنّاع المحتوى محدوداً للغاية، والأهم كانوا من أهل الاختصاص سواء في التكنولوجيا، العلم، الموضة، الجمال، الأدب، الفن وغيرها. وسرعان ما انتقل المحتوى إلى غرف النوم، إلى مرآة في صالة، إلى جولة في الحمّام، إلى جلسة أرجيلة، إلى أظافر اليدين والرِجلين، إلى "جَردة" المشتريات، إلى طلب المساعدة من "الجمهور" لاختيار اللباس أو الحذاء.. من GRWM  ("تجهزوا معي للخروج" Get Ready With Me) 
إلى UGRWM (تجهزوا معي لأخلد للنوم Unget Ready With Me).. من   Unboxing Time للمشتريات، 
إلى Taste Test للمأكولات.. من نصائح للعلاقات العاطفية، إلى نقل مباشر للحياة الزوجية والأولاد، وهلمّ جرّاً!
من محتوى فارغ المعنى والهدف، إلى محتوى منصات يحاكي الناس عبر الشاشة على أنهم "أصدقاء" بل "من أهل البيت". الكاميرا تنتقل من الاستيقاظ من السرير، إلى الحمام و"تفريش الأسنان"، إلى المطبخ وتحضير الفطور، إلى غرفة ارتداء الملابس، إلى وضع الماكياج إلى Outfit Check، إلى "جولة في بيتي الجديد"، إلى Story Time عن حياتي ومشاكلي، إلى الضحك والبكاء، الخ. بصراحة محتوى لا يضيف أي معلومة، بل على العكس قد يؤثر سلباً على شريحة "ضعيفة" من المجتمع، التي تلتصق بالشاشة وتربط الحياة بهذه "الرفاهية" التي بمعظمها زائفة وتافهة.  
لا للتعميم.. بالتأكيد! ولكن مع الأسف بات هذا المحتوى يرتبط بمفهوم "صانع محتوى"، أو بالأحرى هم أطلقوا على أنفسهم هذا اللقب.. هل مشكلتهم؟ في البداية نعم، ولكن في ما بعد، تخطت ذلك وأصبحت مشكلة من عزّز لديهم هذا اللقب. سواء الأهل، الإعلام، أو حتى صنّاع المحتوى بحدّ ذاتهم، هم المسؤول اليوم عن ذلك. هذا فضلاً عن القائمين على برامج إقامة الفعاليات التي تركّز على دعوة صنف معين من صناع المحتوى، أو الفعاليات الخاصة أصلاً بصنّاع المحتوى التي تخلو بعضها من "الفلترة"، والأسماء نفسها تتكرر والجوائز نفسها تتسلّمها في كثير من الأحيان نفس اليد… وكالمعتاد بعض "المتطفّلين" يشوّهون صورة "الحقيقيين" من "صانع المحتوى". 
حول العالم هناك صنّاع محتوى يرفعون من شأن هذه المهنة، بينما هناك من يسيء إليها بمجرّد تحويلها إلى "ملء الفراغ". وفي السنوات الأخيرة، كثُرت حسابات صنّاع المحتوى، وكثُرت معها الأماكن والفعاليات التي يتواجدون فيها، لكن الفرق يبقى لدينا، نحن الجمهور كي نميّز بين من ينقل إلينا محتوى هادفاً، وبين من جعل من اللامحتوى محتوى!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق