في زيارة تحمل أبعادًا استراتيجية واقتصادية، يقوم الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب  بجولة في منطقة الخليج، تشمل السعودية والإمارات وقطر. 

وفي تصريحات خاصة لموقع «تحيا مصر»، قدم الدكتور خالد شنيكات، المحلل السياسي الأردني، قراءة معمقة لدلالات هذه الزيارة، مشيرًا إلى أنها تمثل تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.

البعد الاقتصادي: استثمارات بمئات المليارات

أكد الدكتور شنيكات أن الجانب الاقتصادي كان المحرك الرئيسي لزيارة ترامب، حيث أعلن الرئيس الأمريكي عن استثمارات بمئات المليارات من الدولارات من دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات وقطر. 

وأشار المحلل السياسي الأردني، إلى أن هذه الاستثمارات تعكس رغبة الولايات المتحدة في تعزيز العلاقات الثنائية مع دول الخليج، وتحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة.

العلاقات الأمريكية الإسرائيلية: ثوابت وتحولات

تطرق شنيكات إلى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، موضحًا أن أمن إسرائيل ودعمها يظلان من الثوابت في السياسة الأمريكية. 

لكنه أشار إلى إمكانية حدوث تغييرات في موقف ترامب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة في ظل الخلافات حول ملفات مثل الحوثيين والاتفاق النووي مع إيران.

الخلافات مع نتنياهو: الحوثيون وإيران

أوضح شنيكات أن الخلافات بين ترامب ونتنياهو بدأت تظهر في موضوعين رئيسيين:

الحوثيون: بينما تسعى إسرائيل إلى حسم عسكري ضد الحوثيين، يفضل ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

إيران: تفضل إسرائيل حسمًا عسكريًا مع إيران، لكن ترامب يفضل التفاوض والاتفاقات.

وأشار شنيكات إلى أن إسرائيل لا تستطيع تنفيذ هذه العمليات العسكرية بمفردها، وتعتمد على تحالفها مع الولايات المتحدة.

ملفات المنطقة: لبنان وسوريا

فيما يتعلق بلبنان، أكد شنيكات أن ترامب يسعى إلى استقرار الأوضاع واستمرار وقف إطلاق النار، لكنه لن يفرض على إسرائيل أي شيء لا ترغب فيه.

أما بالنسبة لسوريا، فأوضح شنيكات أن الولايات المتحدة لم تعتبر سوريا ذات أهمية استراتيجية كبيرة، ولم تنخرط عسكريًا فيها بشكل كبير. 

وأشار إلى أن الوجود الأمريكي في سوريا كان رمزيًا، بهدف مساعدة الأكراد في القضاء على تنظيم داعش، وأن الولايات المتحدة تراهن على علاقاتها القوية مع تركيا في هذا الملف.

تأتي زيارة ترامب إلى الخليج في إطار إعادة التوازن للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج، مع الحفاظ على الثوابت في العلاقات مع إسرائيل، والتعامل مع الملفات الإقليمية بحذر وتوازن.