بلديات بعلبك 2025: "إشتباك" عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات الى رفض التحريض والتجييش - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بلديات بعلبك 2025: "إشتباك" عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات الى رفض التحريض والتجييش - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 01:15 مساءً

مع انطلاق العد التنازلي للإنتخابات البلدية والاختيارية المقررة الأحد المقبل في محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل، ترتفع حمى الانتخابات تحديداً في بعلبك التي يتوقع أن تتحول ساحة منازلة حامية بين لائحتين رئيسيتين، مما يعكس انقساماً سياسياً ومذهبياً متزايداً في المدينة.

تدخل لائحة "إنماء ووفاء" غمار الانتخابات بدعم من تحالف تقليدي يضم "حزب الله" وحركة "أمل"، وتحتوي على 21 مرشحاً، ترنو من خلالها إلى تعزيز التنمية المحلية في ظل غياب اهتمام الدولة المركزية، مع التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية ودعم المقاومة، كما صرح بذلك مسؤولون في التحالف أثناء إعلان اللائحة.

في المقابل، تقود لائحة "بعلبك مدينتي" المنافسة، مجموعة من الشخصيات المستقلة والمعارضة،  من مختلف العائلات والمكونات الاجتماعية. تسعى هذه اللائحة وفق القيمين على تشكيلها إلى "تقديم بديل يتجاوز الفشل البلدي المتراكم والهيمنة الحزبية، مع التركيز على تعزيز التنمية المستدامة وإحياء الدور السياحي والثقافي للمدينة، بعيداً من الاصطفافات السياسية التقليدية".

على رغم الطابع الإنمائي الذي يُعلن عنه في الانتخابات، إلا أن المنافسة بين اللائحتين تتخذ طابعاً مذهبياً واضحاً، خصوصاً مع تبادل الاتهامات بين الأطراف باستغلال الانتماءات المذهبية لتحقيق مكاسب انتخابية، إذ يسعى كل طرف إلى استقطاب دعم طائفته. هذا التنافس يعكس الانقسامات العميقة التي تعصف بالمجتمع البعلبكي، ويثير القلق حيال تأثيره على وحدة المدينة، مما يجعل هذه الانتخابات بمثابة اختبار حقيقي للمفاضلة بين الرغبة في التنمية والرغية في... الهيمنة.

ما خلفيات هذا التحول؟
بدأت الحكاية عندما أشار المسؤول عن "حزب الله" في منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، الى المرشحين الشيعة الأربعة على قائمة "بعلبك مدينتي" المنافسة لللائحة تحالف "الثنائي"، الى أن "مكانكم الطبيعي هو بيننا وفي أحضان بيئتنا، ولا نرغب في أن تتعرضوا للإحراج أمام عائلات الشهداء عند صناديق الاقتراع"، في إشارة إلى  احتضانهم ضمن النسيج الاجتماعي والسياسي المحلي.

موكب إنتخابي داعم للائحة

أعقب ذلك تسريب تسجيل صوتي غير واضح قيل أنه للنمر في جلسة خاصة ويتناول فيه موقف الجانب السني. وأكد أحد القريبين منه لـ "النهار" أن التسجيل "جرى تقطيعه ونشره أداة للتجييش المذهبي".

بعد ذلك، أثار ظهور أحد المرشحين الشيعة الأربعة في اللائحة الأخرى جدلاً واسعاً وهو يرقص في احتفال إعلان اللائحة، إذ انتشرت مقاطع مصورة له كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووُصفت بأنها "رقصة ثقافة الحياة وليس الموت" رداً على تصريحات النمر. وسرعان ما تتابعت بعدها موجات من التحريض على هذه المنصات، واستُغلت تلك اللقطة من أجل تأجيج السجال الانتخابي، لتتسع رقعة النقاشات إلى صراعات مذهبية.
 وأسف أحد أركان لائحة "بعلبك مدينتي" لـ"أن هناك من يتحدث بإسم اللائحة من باب التحريض والتجييش بكل أشكاله، علماً ان كل ما يتعلق باللائحة يصدر حصراً عن صفحاتها على وسائل التواصل".
واعتبر "أن  التحريض والتجييش لا يأتيان من جهة واحدة، مع تأكيدنا المطلق أننا لم نكن ولن نكون يوماً ضد من قدم الدماء والشهادة لأننا من هذه البيئة . والمطلوب من الجميع لغة تجمع ولا تفرّق".

في ظل هذه الأجواء المشحونة، يطالب العديد من الناشطين والمراقبين بالتهدئة والتركيز على القضايا التنموية والخدمية التي تمس حياة المواطنين، بعيداً من الانقسامات الطائفية والسياسية. ويتطلع الأهالي إلى أن تسفر هذه الانتخابات عن مجلس بلدي يملك القدرة على تلبية حاجات المدينة وتحقيق تطلعات أهلها، مشددين على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والابتعاد من الانزلاق وراء الخطابات التحريضية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن القوى السياسية من أن تتجاوز الفجوات المذهبية، وتتجه نحو القضايا التنموية والخدماتية التي تهم كل المواطنين، أم أن الصراع المذهبي سيطغى على هذا الاستحقاق الديموقراطي؟ 

تتجه الأنظار إلى بعلبك، حيث يتوقع ان تحدد نتائج الانتخابات مسار العمل البلدي للسنوات المقبلة، ومدى تأثيرها على النسيج الاجتماعي للمدينة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق