بعد مرور أكثر من 19 شهراً على التصعيد العسكري والحصار المشدد المفروض على قطاع غزة، تتعاظم التحذيرات الدولية بشأن اقتراب المجاعة من أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون ظروفًا إنسانية كارثية، بحسب تقارير أممية ومنظمات إغاثة دولية.

تحذيرات صريحة من الأونروا بشأن انعدام الأمن الغذائي

نشرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بيانًا حديثًا على منصة “إكس” تؤكد فيه أن الأسر الغزية باتت عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية بسبب النزوح المتكرر وفقدان مصادر الدخل، مع استمرار الحصار الذي يمنع تدفق الإمدادات الإنسانية والغذائية.

وشددت الوكالة على أن رفع القيود عن المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بات أمرًا ملحًا لتجنب انهيار الوضع الغذائي في القطاع بشكل كامل.

“أوكسفام”: ما يحدث في غزة نتيجة سياسات ممنهجة

من جهتها، وصفت منظمة “أوكسفام” الدولية ما يحدث في غزة بأنه “مجاعة مخطط لها” نتيجة سياسات متعمدة، مؤكدة أن القطاع يضم حاليًا أكبر عدد من الأشخاص المهددين بالجوع الحاد في العالم.

وأشارت المنظمة إلى شهادات يومية من موظفيها في الميدان، تكشف عن أطفال يعانون من سوء تغذية حاد لدرجة عدم قدرتهم على البكاء، في مشاهد وصفتها بـ”اللا إنسانية” وتدل على انهيار تام في سبل الحياة الكريمة.

تصاعد الأزمة منذ مارس بعد فشل الهدنة

تفاقمت الأوضاع في غزة منذ بداية مارس 2025، بعد فشل المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي تم برعاية مصرية وقطرية وأمريكية في يناير. ومنذ ذلك الوقت، شددت إسرائيل القيود على دخول المساعدات، ما أدى إلى توقف شبه كامل للإمدادات الغذائية والطبية.

ووفقًا لبيانات أممية، يعتمد أكثر من 80% من سكان القطاع على المساعدات الإنسانية، ومع هذا الانقطاع المفروض، يواجه القطاع خطر المجاعة بمعدلات غير مسبوقة.

مخاطر المجاعة في غزة: ما الذي تعنيه؟

دعوات متزايدة لرفع الحصار وفتح المعابر

تطالب منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، بضرورة التحرك العاجل لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بوصول الإمدادات الغذائية والطبية بشكل مستدام.

وأكدت الأونروا أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن احتواؤها، وأن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي في كيفية الاستجابة لهذه الأزمة غير المسبوقة.

هل من حلول قريبة؟

حتى الآن، لم تُفضِ التحركات الدبلوماسية إلى نتائج ملموسة، رغم الجهود المبذولة من قبل عدة أطراف إقليمية ودولية. ويُنتظر أن تعقد الأمم المتحدة جلسة طارئة خلال الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع الإنساني في غزة، وسط دعوات لتوفير حماية عاجلة للسكان ورفع جميع العراقيل أمام دخول المساعدات.

في ظل هذا المشهد المأساوي، يبقى مصير ملايين المدنيين معلقًا على قرارات سياسية، في حين تتصاعد معاناة الجوع والمرض دون هوادة.