في خطوة جريئة تُعيد تعريف مفهوم السفر الفاخر، أعلنت طيران الرياض عن تحوّل استراتيجي كبير يشهد إلغاء خدمة الدرجة الأولى تماماً من أسطولها الجوي، مع التركيز على تطوير درجة الأعمال لتقديم تجربة سفر استثنائية تنافس كبرى شركات الطيران العالمية.

الاستراتيجية الجديدة: لماذا تخاطر طيران الرياض بهذه الخطوة؟

كشف توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لطيران الرياض، أن هذه الخطوة تأتي بعد دراسة متعمقة لاتجاهات السفر العالمية وتفضيلات المسافرين. وأوضح دوغلاس: “الدرجة الأولى أصبحت عبئاً اقتصادياً غير مُبرر في ظل إمكانية تقديم تجربة مماثلة من حيث الفخامة والراحة في درجة الأعمال بتكلفة أقل”. ستستثمر طيران الرياض ما يقارب 500 مليون دولار في تطوير مقاعد درجة الأعمال لتكون “الأفضل في العالم”، مع تصميم مستوحى من سيارات مايباخ الفاخرة، ومساحة شخصية تصل إلى 80 بوصة، وشاشات ترفيهية فائقة الدقة، وخدمات طعام من مطاعم نجوم ميشلان.

ردود فعل صناعة الطيران: هل نشهد بداية تحوّل جذري؟

أثار القرار ردود فعل متباينة في قطاع الطيران. بينما أبدت شركات مثل الخطوط القطرية والطيران الإماراتي تمسكها بفئة الدرجة الأولى، أشار محللون إلى أن طيران الرياض قد تكون أولى شركات الطيران الكبرى التي تتبنى هذا التوجه في ظل تغير أنماط السفر بعد الجائحة. يذكر أن تكلفة مقعد الدرجة الأولى تصل إلى 5 أضعاف تكلفة مقعد درجة الأعمال، بينما لا يتجاوز العائد سوى 1.5 ضعف فقط في أفضل الأحوال، وفقاً لدراسات قطاع الطيران.

ماذا سيحصل لمسافري الدرجة الأولى الحاليين؟

أكدت طيران الرياض أن المسافرين الذين حجزوا تذاكر درجة أولى سيتم ترقيتهم تلقائياً إلى صالوناتها الفاخرة الجديدة في المطارات، مع حصولهم على خصومات تصل إلى 30% على حجوزاتهم القادمة. كما سيتم تخصيص مضيفين شخصيين لكل مسافر سابق في فئة الدرجة الأولى.

التأثير على المنافسة: هل ستتبع الشركات الأخرى هذه الخطوة؟

يشير خبراء صناعة الطيران إلى أن هذه الخطوة قد تضعف الميزة التنافسية لشركات مثل الخطوط التركية والإماراتية التي تعتمد بشكل كبير على فخامة درجة الأولى كعامل جذب رئيسي. ومن المتوقع أن تخسر هذه الشركات ما يقارب 15% من حصتها السوقية في الرحلات بين أوروبا وآسيا. من ناحية أخرى، قد تشهد درجة الأعمال في طيران الرياض طفرة حجز كبيرة، خاصة مع خطط الشركة لتخفيض أسعار هذه الفئة بنسبة 20% مقارنة بأسعار المنافسين.

مستقبل صناعة الطيران: هل نودع عصر الدرجة الأولى؟

يعتقد العديد من المحللين أن قرار طيران الرياض قد يمثل بداية نهاية عصر الدرجة الأولى في الطيران التجاري، خاصة مع اتجاه المسافرين نحو خيارات أكثر عقلانية دون التخلي عن الفخامة. وتشير توقعات قطاع الطيران إلى أن 60% من شركات الطيران قد تتبع هذا النموذج بحلول عام 2030. ستبدأ طيران الرياض تطبيق هذا النظام على جميع رحلاتها الدولية بدءاً من الربع الأول من عام 2026، مع خطط للتوسع في 35 وجهة جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة.