دولتنا "على" أو "حول" الطاولة؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دولتنا "على" أو "حول" الطاولة؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 03:26 صباحاً

لم يسبق لسلطة لبنانية جديدة وغضّة العود والعمر أن وُضعت تحت المجهر الدولي بل وتحت دفتر شروط دولية كما حصل مع السلطة الحالية بعهدها وحكومتها والأجهزة العسكرية والأمنية والمالية والمصرفية قاطبة. ولا يمكن حجب طبيعة هذا الواقع عن حقيقة ثابتة مفادها أن حلول السلطة اللبنانية الجديدة كان النتيجة التلقائية لتداعيات ونتائج الحرب الإسرائيلية العاصفة وانهيار "محور الممانعة" الذي شكل لبنان رهينته الأساسية، وتالياً فإن زمناً غير قليل يصعب التكهن بوقته سيمر قبل أن تنحسر الرقابة الدولية الصارمة على لبنان ربطاً بالتداعيات والوقائع المتواصلة للحرب الإسرائيلية تلك وملف بسط السيطرة الكاملة للدولة اللبنانية ونزع سلاح "حزب الله" نزعاً لا تلاعب فيه. 
في ظل هذا الواقع ستواجه "الدولة الناشئة" في لبنان في المقبل من الأيام والأسابيع والأشهر معالم "صفقة العصر" التي تتأهب دول المنطقة لتلقي طلائعها مع الجولة الخليجية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب الآتي على صهوة تسريبات مذهلة عمّا يخبّئ في جعباته للشرق الأوسط سواء في ما يتصل بوعد الاعتراف بدولة فلسطين، أو في ما يتصل بغزة، أو في ما ينسحب على إيران، وأولاً وأخيراً في ما يتعلق بأضخم الصفقات الاستثمارية بين إدارته والمملكة السعودية والإمارات وقطر. لا يجد لبنان الذي بالكاد تلقى جرعة الأوكسيجين الأولى منذ انتخاب رئيسه وتشكيل حكومته، بعد،  متنفساً "مترفاً" للتحسب لكل الضخامة المفرطة في هذه الأحداث والحسابات المرتقبة لكي يتساءل، أين هو منها وهل سيكون له حيز من تداعياتها المباشرة وغير المباشرة، وأي منحنى ستدخل فيه المنطقة الآخذة في الالتهاب وهو جزء من التهابها مع تمادي أخطار العمليات الإسرائيلية على أرضه؟ 
ومع ذلك قد يكون من الخطورة العالية جداً ألا تمثل أمام أقطاب الدولة الجديدة وسائر المكونات السياسية سواء منها المنخرطة في الحكومة أو خارجها، المعادلة التاريخية المثبتة التي كان لبنان يذهب عبرها ضحية الأثمان الإقليمية للصفقات أو للحروب بعدما استسلم أو أرغم على الاستسلام لكونه أرض الاستباحات الإقليمية فقط. عانى لبنان قبل الطائف وبعده من دور ووظيفة الوطن المستباح إلى حدود التطبيع المشبوه التآمري الذي كانت عهود وسلطات وحكومات ترضخ له وتدفع اللبنانيين إلى التسليم قسراً به بذرائع وحجج غالباً ما تحجب القصور أو التواطؤ او العجز. قادت تلك المعادلة الخارج الدولي عموماً إلى التعامل مع لبنان بخفة قياسية عبر جعله جوائز ترضية للدول المفترسة من حوله، وتحديداً سوريا النظام الأسدي وإيران وإسرائيل، وكانت سياسات الولايات المتحدة الأميركية المتمادية تحديداً أخطر ما ومن ترك لبنان لقمة سائغة بين أفكاك هذه الدول. 
هذا العصر القاتم والقاتل يُفترض أن يكون صار من التاريخ الآن، لأن ما حصل بعد زلزال 7 تشرين الأول و 8 تشرين الأول 2023 في المنطقة ولبنان لم يقلب مصير المنطقة فحسب بل أدى لأول مرة منذ اتفاق الطائف إلى إتاحة الفرصة التاريخية للبنان للتحرر من معادلة الرهينة المستباحة بأيدي الدول المفترسة الشرهة والإقدام بلا هوادة على فرض دور لبنان الدولة القادر على إسماع صوته وفرض مصالحه الحيوية التي تتلاقى والنهج الدولي التصاعدي حيال المنطقة. الآن دولة لبنان أمام المعادلة الآتية: هل يكون للبنان صوته "حول" الطاولة أم يعود تفصيلاً مهمّشاً "على" الطاولة بعدما حملت الأنباء الأخيرة خبراً عن لقاء خماسي مع ترامب يضم الرئيس اللبناني. سننتظر الجواب بأمل "استثنائي"!                

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق