نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غضب في تونس بعد تصريحات ساعر: إشعال نار الفتنة من بوابة اليهود - تكنو بلس, اليوم الأحد 11 مايو 2025 07:13 صباحاً
أثار منشور لوزير الخارجية الإسرائيلي غضب التونسيين في الساعات الأخيرة. فقد نشر جدعون ساعر تغريدة على "إكس" ندد فيها بالاعتداء على مواطن يهودي في جزيرة جربة، وطالب "السلطات التونسية بحماية الطائفة اليهودية في تونس".
وجاء تصريحه قبل كشف السلطات التونسية عن حيثيات ما حدث في جربة جنوباً حيث تضاربت الأخبار في شأن حادثة طعن بائع مجوهرات يهودي من سكان الجزيرة.
ولم تكشف السلطات التونسية عن تفاصيل الحادثة، بينما اختلفت روايات الشهود في شأنها.
مصادر من جزيرة جربة نفت لـ"النهار" وجود دوافع سياسية أو إيديولوجية وراء الحادث الذي استهدف أحد الصاغة.
لكن الوزير الإسرائيلي ربط ما حصل بسجل الاعتداءات السابقة على اليهود في تونس، مستحضراً بعض الحوادث من بينها ما حدث في 2023 عندما وقع هجوم على مبنى الكنيس اليهودي في جربة خلال موسم حج اليهود أو "حج الغريبة" كما يعرف محلياً، أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص من بينهم يهود.
توظيف سياسي
وفي حين لم تصدر تونس بعد موقفاً رسمياً من تغريدة ساعر، لاقت تصريحاته إدانات شعبية وحزبية واسعة. وطالب عدد من الفاعليات السياسية السلطات بالرد بحزم، معتبرين أنها تشكل "تدخلاً في شأن تونسي داخلي ومحاولة لإشعال نار الفتنة بين التونسيين من مدخل الطائفة اليهودية".
وتأتي تصريحات ساعر في وقت بدا فيه الاهتمام الإسرائيلي واضحاً بيهود شمال أفريقيا، وخصوصاً يهود تونس الذين يقيم أكبر عدد منهم في جزيرة جربة جنوباً.
ويرى معلقون أن تصريحات ساعر تكشف وجود نيات مبيّتة لإشعال الفتنة في تونس من باب الحفاظ على أمن اليهود وتوظيف حادث أمني يمكن أن يسجّل في أي بلد سياسياً. ويربط هؤلاء بين تصريحاته ومواقف تونس من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وخصوصاً الحرب في غزة.
ويقول المحلل السياسي خليل الرقيق لـ"النهار" إن إسرائيل "لم تغفر لتونس مواقفها من القضية الفلسطينية، فقد كانت تونس من الأصوات العالية المنددة بالحرب على الغزة والمتمسكة بموقف ثابت من القضية الفلسطينية".
ويعتبر الرقيق أن تصريحات ساعر "تدخل في شأن تونسي لا علاقة لإسرائيل به". ويضيف: "أمن يهود تونس من واجبات الدولة التونسية التي تحمي مواطنيها بغض النظر عن ديانتهم"، متسائلا: "بأي حق تتدخل إسرائيل لتطلب حماية اليهود في تونس؟"
علم تونس. (وكالات)
يهود تونس على الخط
يهود تونس تفاعلوا بدورهم مع تصريحات الوزير الإسرائيلي مؤكدين أنهم يعيشون في بلدهم بسلام.
وفي تصريحات لإذاعة محلية، قال رئيس جمعية معبد الغريبة بجربة بيريز الطرابلسي إن "يهود تونس يعيشون بأمان في بلدهم ولا يرغبون في مغادرته"، وأضاف: ''نحن تونسيون ونعيش في أرضنا ولا علاقة لنا بأي دولة أخرى".
وزير السياحة السابق روني الطرابلسي، وهو الوزير اليهودي الوحيد في تونس بعد أحداث 2011، علق في تدوينة على "فيسبوك" على تصريحات ساعر: "على أثر حادثة الاعتداء بالعنف التي طالت أحد أبناء الشعب التونسي من الديانة اليهودية بجربة، نؤكد أن تونس ستظل بلد التعايش والتسامح، وأن هذه الأفعال المعزولة لا تعبّر عن روح الشعب التونسي الأصيل، المعروف بتضامنه ووحدته".
وشدد على أن "أبناء جربة، بكل مكوّناتهم، يظلون متشبثين بقيم المواطنة والانتماء، ومؤمنين بأن العدالة ستأخذ مجراها، في كنف الثقة الكاملة في مؤسسات الدولة وأجهزتها".
احتفالات محدودة في الغريبة
في سياق آخر، أعلنت هيئة تنظيم الزيارة السنوية الدينية للكنيس اليهودي "الغريبة" في جربة الجمعة، إقامة موسم الحج هذا العام من 11 أيار/مايو الجاري إلى 18 منه، لكنها أكدت أن الاحتفالات ستقتصر على الطقوس داخل المعبد بمشاركة اليهود المقيمين في تونس دون سواهم.
وقال بيريز الطرابلسي إن الأحداث الأخيرة دفعت إلى اتخاذ هذا القرار.
وعادة ما كان الحج إلى الغريبة واحداً من التظاهرات السياحية الدينية المهمة في تونس حيث يشارك فيه سنوياً آلاف اليهود المقيمين في تونس وخارجها.
وجربة هي أحد أهم المنتجعات السياحية التونسية المسجلة في التراث العالمي لليونسكو.
البعض اعتبر التصريحات الإسرائيلية محاولةً لضرب السياحة التونسية قبل بداية موسم الذروة، فيما يؤكد مهنيو القطاع وجود بوادر موسم ناجح.
ويقول ناجح بن حسن، المسؤول في أحد فنادق جربة لـ"النهار'' إن الحديث عن غياب الأمن في أي بلد يسيء إلى قطاعه السياحي، مشددا على أن "مغالطات الوزير الإسرائيلي هدفها إفشال الموسم السياحي في تونس".
وتعول تونس على السياحة بوصفها إحدى أبرز ركائز اقتصادها، وتأتي مداخيلها ثانية في ترتيب موارد العملة الصعبة في البلاد.
0 تعليق