أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، من خلال وكيلها بمحافظة الغربية، الدكتور نوح العيسوي، عن قرار إلغاء تصريح الخطابة الخاص بالخطيب يوسف حرحش، الذي كان يعمل بنظام المكافأة في مسجد الفتح بقرية الدلجمون التابعة لإدارة أوقاف كفر الزيات. ويأتي هذا القرار في إطار تطبيق الوزارة الصارم للوائحها التنظيمية، بعد أن خالف الخطيب تعليمات الوزارة في خطبة الجمعة الماضية بتاريخ 9 مايو 2025.

سبب إلغاء التصريح

أوضح وكيل الوزارة أن سبب الإلغاء يعود إلى تجاوز الخطيب لموضوع خطبة الجمعة الرسمي المعلن من قبل الوزارة، إلى جانب عدم التزامه بالمدة الزمنية المحددة للخطبة. وشدد العيسوي على أن هذا النوع من المخالفات يخلّ بالنظام الدعوي ويضعف الأهداف التوجيهية التي وضعتها الوزارة من خلال خطب موحدة تهدف إلى تعزيز القيم الدينية الصحيحة.

التأكيد على الانضباط الدعوي

في تصريحات رسمية، أكدت وزارة الأوقاف أنها لن تتهاون مع أي مخالفة تنظيمية صادرة عن العاملين في الحقل الدعوي، وخصوصًا تلك المتعلقة بخطب الجمعة. وأكدت أن الانضباط في المضمون والزمن جزء لا يتجزأ من المهنية الدعوية التي تسعى الوزارة لترسيخها في مختلف المساجد على مستوى الجمهورية.

خطبة الجمعة القادمة: دعوة إلى الاعتدال

وفي السياق ذاته، أعلنت الوزارة أن موضوع خطبة الجمعة القادمة، الموافق 16 مايو 2025 (18 ذو القعدة 1446 هـ)، سيكون بعنوان: “حب التناهي شطط.. وخير الأمور الوسط”. ويأتي هذا العنوان ضمن سلسلة من الخطب الموحدة التي أطلقتها الوزارة في إطار خطتها لنشر مفاهيم الوسطية والتوازن السلوكي والفكري داخل المجتمع المصري.

وأكد بيان الوزارة أن خطبة الأسبوع المقبل ستتناول أهمية الاعتدال كقيمة محورية تحفظ استقرار المجتمع، وتمنع الانزلاق نحو التطرف أو الإفراط في الأحكام والسلوكيات. وتعد هذه التوجهات امتدادًا لجهود الدولة في مكافحة الفكر المتشدد، وبناء وعي جماعي قائم على الرحمة والحكمة والاعتدال.

دور الخطباء في دعم الاستقرار الفكري

أوضح الدكتور نوح العيسوي أن جميع الخطباء مطالبون بالالتزام التام بتعليمات الوزارة، لا سيما في المواضيع المعلنة للخطبة، مؤكدًا أن أي خروج عن النص سيقابل بإجراءات قانونية فورية. كما شدد على أهمية مساهمة الخطباء في نشر خطاب ديني معتدل يعزز الأمن الفكري ويحارب الانقسام والتشدد.

جهود الوزارة في ضبط الخطاب الدعوي

تواصل وزارة الأوقاف مساعيها نحو ضبط الأداء الدعوي وتوحيد خطب الجمعة بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية في بناء مجتمع متوازن ومتحضر. وقد نفذت الوزارة سلسلة من الإجراءات، منها دورات تدريبية للخطباء، ومتابعة ميدانية دورية، إلى جانب إصدار أدلة إرشادية لمحتوى الخطب، لضمان توافقها مع مقاصد الشريعة ومتطلبات العصر.

أهداف الخطبة الموحدة

رؤية مستقبلية

في ظل المتغيرات الثقافية والاجتماعية، تسعى وزارة الأوقاف إلى تحديث أدوات الدعوة بما يحقق التفاعل الإيجابي مع قضايا العصر، مع الحفاظ على ثوابت الشريعة الإسلامية. وتستهدف الوزارة بناء جيل من الدعاة المؤهلين علميًا وأخلاقيًا، يكونون قادرين على مواجهة التحديات الفكرية ومخاطر الخطاب الديني المتشدد.

يعكس قرار وزارة الأوقاف بإلغاء تصريح خطيب مكافأة بكفر الزيات التزامها الكامل بضبط الخطاب الدعوي، وترسيخ قيم الاعتدال والالتزام داخل المساجد. ويمثل هذا القرار رسالة واضحة إلى جميع العاملين في الحقل الديني بأهمية احترام التعليمات التنظيمية، خدمةً لمصلحة المجتمع واستقراره الفكري والديني.