أعلن المركز الوطني للأرصاد في السعودية، صباح اليوم، رفع درجة التحذير في مدينة الرياض إلى الإنذار الأحمر، وذلك نتيجة تعرض العاصمة لعاصفة غبارية كثيفة بدأت بالتشكل فجر الأحد، ومن المتوقع استمرارها حتى مساء يوم الاثنين الموافق 7 أبريل 2025. وتعد هذه الدرجة من الإنذار الأعلى في نظام التنبيهات الجوية، ما يعكس حجم وشدة التأثير المحتمل على الصحة العامة وسلامة السكان.

ما المقصود بالإنذار الأحمر؟

الإنذار الأحمر يُعد أعلى درجات التحذير التي يصدرها المركز الوطني للأرصاد، ويُطلق فقط في حالات الطقس شديدة الخطورة التي تُهدد الأرواح والممتلكات. وتستلزم هذه الحالة اتخاذ إجراءات احترازية فورية من قبل المواطنين، والامتناع عن التنقل غير الضروري، واتباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنية.

تفاصيل الحالة الجوية الحالية في العاصمة

تشير البيانات الصادرة عن مركز الأرصاد إلى أن العاصفة الغبارية المصحوبة برياح قوية تجاوزت سرعتها 45 كم/س، تسببت في: انعدام شبه كلي للرؤية الأفقية في الطرق السريعة والمناطق المفتوحة. تدهور حاد في جودة الهواء ما يشكل خطرًا كبيرًا على مرضى الجهاز التنفسي وكبار السن. تعطل جزئي في حركة السير، مع احتمالية تأجيل أو تعليق بعض الرحلات الجوية. تأثير مباشر على الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين.

توصيات السلامة للسكان خلال العاصفة

أصدرت وزارة الصحة والدفاع المدني عدة تعليمات لتقليل المخاطر الصحية والميدانية خلال فترة الإنذار الأحمر، أهمها: البقاء داخل المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. إغلاق النوافذ والأبواب بإحكام لمنع دخول الأتربة إلى المنازل. استخدام الكمامات الواقية عند الخروج للحد من استنشاق الغبار. الابتعاد عن المناطق المكشوفة أو التي تتعرض لتجمعات ترابية كثيفة. القيادة بحذر شديد في حال الضرورة أو تأجيل التنقلات. تشغيل أجهزة تنقية الهواء أو استخدام فلاتر هوائية داخل المنزل. كما شددت الجهات المعنية على متابعة التحديثات الرسمية عبر منصات المركز الوطني للأرصاد، وعدم الانسياق خلف الشائعات أو الأخبار غير الموثوقة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

تأثير العواصف الغبارية على الصحة والأنشطة اليومية

العواصف الغبارية ليست مجرد ظاهرة جوية عابرة، بل تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة والصحة العامة، خاصةً لمن يعانون من مشاكل في التنفس مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية. كما أن استمرار الغبار في الجو يحد من إمكانية ممارسة الأنشطة الخارجية ويؤثر على الأطفال والمسنين بشكل خاص. وتُظهر التجارب السابقة أن مثل هذه الحالات الجوية قد تتسبب في زيادة الحالات الطارئة في المستشفيات، ما يستدعي رفع درجة الجاهزية في القطاع الصحي وتوفير خدمات الطوارئ بشكل استباقي.

موعد انتهاء الحالة الجوية

بحسب المركز الوطني للأرصاد، من المتوقع أن تبدأ العاصفة في التلاشي تدريجيًا مساء الاثنين، مع تحسن ملحوظ في الرؤية وانخفاض كثافة الغبار، إلا أن التوصيات الصحية ستظل سارية حتى تأكيد زوال الخطر بشكل نهائي. وينصح الخبراء بمواصلة رصد تحديثات الطقس ومؤشرات جودة الهواء بشكل منتظم خلال الأيام المقبلة، خصوصًا لأولئك الذين يعتمدون على الأنشطة الخارجية أو يعانون من أمراض مزمنة. خاتمة: العاصفة الحالية تُمثل تحديًا جويًا يستلزم الوعي والانضباط من الجميع. البقاء في أمان يبدأ من الالتزام بالتعليمات الرسمية، ومتابعة كل جديد يصدر من الجهات المختصة. الرياض ستتجاوز هذه الظروف كما فعلت دائمًا، بالوعي والتكاتف.