العناية التلطيفية لمرضى المراحل الاخيرة... ليست الموت الرحيم! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العناية التلطيفية لمرضى المراحل الاخيرة... ليست الموت الرحيم! - تكنو بلس, اليوم السبت 10 مايو 2025 07:08 صباحاً

تدفعنا أنانيتنا أحياناً وحبنا الزائد للمقربين بأن نتمسك بهم في سعينا إلى إبقائهم إلى جانبنا رغم ألمهم ومعاناتهم. وكأن مجرد بقائهم إلى جانبنا ولو متألمين أسهل بعد من فكرة أن يرتاحوا من وجعهم في وقت من الأوقات. وجود مفهوم الرعاية التلطيفية أتى من سنوات عديدة ليؤمن حياة كريمة لمرضى عجزت العلاجات التقليدية كالأدوية وغيرها عن تأمينها لهم، سواء كانوا يعانون أمراضاً مزمنة أو أمراضاً مستعصية وهم في مراحل متقدمة منها. تجربة يغلب عليها المنحى الإنساني والعاطفي وجدنا تفاصيلها في جمعية سند للعناية التلطيفية التي تعنى برعاية المرضى الذين بلغوا مراحل متقدمة في المرض وبدت العلاجات المتوافرة عاجزة عن إيجاد الحلول لتأمين الراحة لهم وتحسين جودة حياتهم. وفي خطوة جديدة قامت بها الجمعية لنشر هذه الثقافة بين الناس على نطاق أوسع، تم التعاون مع مشاهير معينين وفق معايير محددة منها أنهم يتمتعون بالحس الإنساني وبأخلاق حميدة، ليكونوا سفراء لهذه الرسالة أمثال الفنان ملحم زين.

 

 

347cd2758d.jpg

 

 

رغم الانتشار الذي حققه مفهوم العناية التلطيفية في السنوات الأخيرة، لا تزال هناك مفاهيم خاطئة ترتبط بهذه الثقافة، ولا يزال كثيرون يمزجون بين مفهوم الرعاية التلطيفية الذي يهدف إلى تأمين حياة كريمة للمريض وتحسين جودة حياته عبر الدعم الروحي والنفسي والطبي، والموت الرحيم الذي يهدف إلى توفير راحة المريض عبر إنهاء معاناته  وحياته. هذا ما تشدد عليه رئيسة جمعية "سند" لبنى عز الدين في حديث إلى"النهار" مؤكدة أن العناية التلطيفية هي قصة حياة لا قصة موت، ويقضي الدور الذي تلعبه الجمعية في مساندة المريض في حياته حتى يعيش أيامه بجودة فضلى وبطريقة سليمة، ويغادر أخيراً بعد حياة كريمة تليق به كما تليق بأي إنسان.

"نمشي مع المريض خطوة خطوة عبر توفير الدعم النفسي والمعنوي والروحاني والطبي أو الجسدي له، وذلك بالاستناد إلى الأسباب التي أوصلته إلى حالة اليأس التي يمكن أن يعانيها في مثل هذه الظروف، فنعمل على تحسين جودة حياته بشتى الطرق ليحقق ما يريد ويعيش أيامه الأخيرة، إذا كان في مراحل متقدمة من مرض مستعص، او إذا كان يعاني مرضاً مزمناً، بكرامة. إلا أن الحالات التي نتابعها عادةً هي لمرضى مصابين بأمراض مستعصية ولا يكون هناك أمل في شفائهم. من خلال هذا الدعم الذي يؤمَّن للمريض، تمكن السيطرة على القلق والاكتئاب واليأس،علماً أننا نساند المريض بشكل أساسي من الناحية الروحانية ليكون هذا سلاحاً في يده في مواجهة صعوبات المرض، إضافة إلى النواحي النفسية والجسدية من خلال السيطرة على الأعراض بمتابعة الأطباء. لذلك، يصل إلى مرحلة يستمتع فيها بأيامه ويتمكن من توديع من حوله بشكل لائق وكريم"، تشرح عزالدين.
أما الموت الرحيم، وفق عزالدين، فمفهوم مخالف تماماً للعناية التلطيفية التي تعنى بها الجمعية. فقد أتت لإحاطة المريض بشمولية، من النواحي كافة، والحد من الأوجاع النفسية والجسدية حتى تصبح الماضي، وتبدو الأيام المقبلة أفضل له ليعيش بكرامة. فالهدف منها هو الخروج من فكرة الموت الرحيم وتخطيها بشكل تام عبر خلق أمل والتغلب على اليأس وذلك بالعمل على الاستثمار في كل دقيقة من الحياة.
وتوضح مسؤولة قسم التمريض في الجمعية ساريا جرجس أن دور فريق المتخصصين في الجمعية لا يقتصر على إحاطة المريض، بل يتم التعامل مع عائلته، وهو خطوة أساسية في هذه الرحلة الهادفة إلى الحفاظ على كرامة المريض بعيداً عن الألم والمعاناة. وبشكل خاص عندما يعاني المريض من أحد الأمراض المستعصية، تبرز أهمية التعاون مع العائلة ونقل كل المراحل والخطوات المقبلة للحد من وجع المريض ومن وجع العائلة أيضاً باعتبار أن الكل يكون شريكاً في هذه المرحلة.  ويلعب كل من المتخصصين في الجمعية دوراً انطلاقاً من مجال اختصاصه في السيطرة على أعراض معينة. وهنا يؤدي الأطباء دوراً مهماً في الحد من تداعيات المرض الجسدية، وتوضع كل خطة بالتعاون مع الأطباء فيها والطبيب المعالج.
ووفق جرجس، من الممكن السيطرة على الأعراض الجسدية، وثمة بروتوكولات معينة تسمح بذلك وأدوية يمكن الاعتماد عليها لتحسين إدارة المرض، إضافة إلى أهمية الشق النفسي وانعكاساته الإيجابية على الحالة الجسدية، علماً أن الإحساس العام بالوجع يتخطى الوجع الجسدي بوجود مشاكل أخرى نفسية وروحانية واجتماعية، وكلها مسائل تؤثر على الوجع وتزيده حدة في حال وجود اضطرابات فيها ثمة حاجة للعمل على معالجتها خطوة بخطوة.
أما مسؤولة قسم علم النفس في الجمعية شانتال خضرا فتشير إلى أنه عندما يجري الحديث عن الموت الرحيم تكون هناك أعراض قوية يصعب على المريض تحملها وأوجاع حادة توصله إلى مرحلة نفسية سيئة وتقوده إلى طلب الموت لينهي عذابه. لكن بوجود العناية التلطيفية يختلف الوضع، حتى إن ثمة مرضى يكونون في مراحل أولى في حالة عذاب ويرغبون بالموت، لكنهم يتجنبون ذلك لأسباب قانونية ودينية، وبالتالي يمكن القول إن العناية التلطيفية أتت كحل بديل يساعد على التغلب على فكرة الموت واليأس ويولّد أملاً للمريض. وبالنسبة إلى المريض، فبقدر ما يفهم حالته، يدرك أين تأخذه كل مرحلة بشكل أفضل ويتقبلها ويتعامل معها بمزيد من الإيجابية. وتلعب العائلة دوراً جوهرياً  بما أن القصة قصة كل أفرادها لا قصة المريض وحده وهم معنيون بها بالكامل. لذلك، من المهم أن يجري العمل معهم ليدركوا هم أيضاً تفاصيل الحالة بمختلف مراحلها. وقد يكون المريض مصاباً بأي مرض مزمن يرافقه إلى أمد طويل، وليس من الضروري أن يكون مصاباً بالسرطان، كما يعتقد كثيرون. 

df9e8ede68.jpg

   
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق