أثار إعلان الحكومة المصرية الأخير بشأن رفع سعر رغيف الخبز في عام 2025 حالة واسعة من الجدل في الشارع المصري، خاصة في ظل اعتماد شريحة كبيرة من المواطنين على الخبز كعنصر غذائي أساسي يومي. ويمثل الخبز المدعوم أحد أبرز أدوات الدعم التي تقدمها الدولة منذ عقود، وظل سعره مستقرًا لفترة تجاوزت الثلاثين عامًا، ما يجعل أي تغيير في تسعيرته محل اهتمام وقلق بالغ. وفي الوقت الذي تسعى فيه الدولة لضبط منظومة الدعم وإصلاح هيكلها المالي، تواجه الحكومة تحديًا حقيقيًا في تحقيق التوازن بين تغطية التكلفة الفعلية لإنتاج الرغيف وتخفيف العبء عن كاهل المواطن محدود الدخل. في هذا التقرير نستعرض أبرز تفاصيل التسعيرة الجديدة للخبز بأنواعه، والأسباب التي دفعت الحكومة لاتخاذ هذا القرار، وانعكاساته المتوقعة على الحياة اليومية للمصريين.

الأسعار الجديدة للخبز المدعوم وغير المدعوم 2025

رغيف الخبز المدعوم: أصبح بسعر 20 قرشًا بدلاً من 5 قروش، ويُصرف عبر بطاقات التموين. رغيف الخبز غير المدعوم: بلغ سعره 1.25 جنيهًا للرغيف.

أسعار الخبز السياحي في مصر 2025

الرغيف الصغير: 1 جنيه. رغيف بوزن 80 جرام: 1.5 جنيه. رغيف بوزن 40 جرام: 0.40 قرش.

لماذا تم رفع أسعار الخبز؟

أكدت الجهات المعنية أن قرار رفع سعر الخبز جاء بناءً على عدد من العوامل الاقتصادية والمالية التي لم تعد تسمح باستمرار البيع بنفس الأسعار القديمة، ومن أبرز هذه الأسباب: ارتفاع أسعار القمح عالميًا: ما يُحمل الدولة أعباء إضافية في تكاليف الاستيراد. زيادة أسعار الوقود: والتي تؤثر على تكاليف النقل والتوزيع والتشغيل. تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار: ما يضاعف من تكلفة الواردات. ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة: مثل الخميرة، والزيوت، وأكياس التعبئة. صيانة وتحديث خطوط الإنتاج: والتي تتطلب استثمارات دورية في المخابز الحكومية والخاصة. نمو سكاني متسارع: يفرض زيادة في الطلب اليومي على الخبز ويشكل عبئًا على منظومة التوزيع.

ردود فعل الشارع المصري

تنوعت ردود الأفعال بين من تفهم القرار واعتبره ضرورة اقتصادية لضمان استمرارية الدعم بصورة عادلة، وبين من عبّر عن قلقه حيال تأثير الزيادة على نفقات الأسرة الشهرية، خصوصًا في ظل موجات التضخم المستمرة وارتفاع أسعار السلع الأخرى. في المقابل، أكد مسؤولون حكوميون أن الخبز المدعوم لا يزال متاحًا بسعر رمزي لمن يمتلك بطاقة تموين، وهو ما يُعد دعمًا مباشرًا للمواطن محدود الدخل، في حين تم تعديل الأسعار للأنواع غير المدعومة بما يتناسب مع تكلفة الإنتاج الحقيقية.

مستقبل دعم الخبز في مصر

تسعى الحكومة إلى إصلاح شامل لمنظومة الدعم الغذائي، مع توجيه الدعم للفئات الأكثر احتياجًا بدلاً من الدعم العيني المباشر، مع التحول نحو الدعم النقدي المشروط. ويُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تطويرًا أكبر في آليات التوزيع، وربط الدعم بشكل أكثر فاعلية بقاعدة بيانات دقيقة توضح الحالة الاقتصادية لكل مستفيد. وفي هذا السياق، من المهم أن تواصل الحكومة جهودها في توعية المواطنين بسبب قراراتها الاقتصادية، مع تقديم إجراءات تعويضية تُخفف من تأثير الزيادة على الأسر المتضررة.