تنفّس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الصعداء هذا الأسبوع، بعد أن أسدل الستار على نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بخروج برشلونة وأرسنال، وهما الفريقان الوحيدان اللذان كانا من الممكن أن يحرما بطولة كأس العالم للأندية المقبلة من بطل أوروبا المرتقب.

البطولة، التي ستُقام للمرة الأولى بصيغتها الجديدة في الولايات المتحدة بين 14 حزيران/ يونيو و13 تموز/ يوليو 2025، كانت مهددة بأن تُلعب بغياب بطل دوري أبطال أوروبا 2025، وهو سيناريو غير مسبوق ومحرج بالنسبة إلى "فيفا"، خصوصاً أنّ كأس العالم للأندية طُرحت لتكون معادلة لبطولة كأس العالم للمنتخبات. ورغم طموحات التنظيم والترويج، فإنّ وجود بطل أوروبا على أرضية الملاعب الأميركية كان محل شك حقيقي حتى الأيام القليلة الماضية.

لماذا؟ ببساطة، لأنّ كل من برشلونة وأرسنال، وهما من بين أربعة فرق بلغت نصف النهائي الأوروبي هذا الموسم، غير مؤهلين للمشاركة في كأس العالم للأندية رغم تقدمهما في المسابقة القارية. ومع احتمال مواجهتهما في نهائي أوروبي يُعيد ذكريات نهائي 2006، كان "فيفا" يواجه معضلة خطيرة تتعلق بمصداقية البطولة الجديدة.

لاعبو إنتر. (أ ف ب)

لكن الأمور انقلبت لصالح "فيفا" في الوقت المناسب؛ إنتر الإيطالي حسم تأهله إلى النهائي بعد مباراة دراماتيكية أمام برشلونة، شهدت تقلبات حادة وانتهت بنتيجة 4-3 بعد التمديد، في سيناريو مثير ساعده فيه هدف متأخر من فرانشيسكو أتشيربي، رغم اعتراضات برشلونة على مشروعيته بسبب خطأ سابق من دينزل دومفريس.

إنتر، الذي يُعد أحد الفرق الأوروبية الـ12 المؤهلة مسبقاً إلى المونديال الجديد، أنقذ البطولة من مأزق محرج.

ولم يكن "فيفا" في حاجة لانتظار طويل، إذ التحق باريس سان جيرمان الفرنسي بركب المتأهلين إلى النهائي بعد فوزه ذهاباً وإياباً على أرسنال، ليؤكد أنّ طرفي نهائي دوري الأبطال هذا الموسم إنتر وباريس سيكونان ضمن قائمة الفرق الـ32 المشاركة في كأس العالم للأندية.

ومن بين الأندية الأوروبية المشاركة أيضاً في البطولة: ريال مدريد، مانشستر سيتي، بايرن ميونيخ، تشيلسي، بورتو، بوروسيا دورتموند، جوفنتوس، أتلتيكو مدريد، سالزبورغ، وبنفيكا.

وبذلك، يكون "فيفا" قد ضمن أنّ البطولة التي روّج لها باعتبارها "مونديال الأندية" ستحتوي على أفضل ما يمكن أن تقدمه القارة العجوز، بما في ذلك بطلها الشرعي.

وبعد أن استغل رئيس "فيفا" جاني إنفانتينو ظهوره في سباق جائزة ميامي الكبرى للفورمولا 1 لتذكير الجميع بأنه مشجع قديم لإنتر، جاء رد الفريق الإيطالي سريعاً على أرض الملعب، وكأنّ المشهد برمته كُتب لطمأنة أصحاب القرار في "فيفا"، وتثبيت مكانة البطولة قبل انطلاقتها المنتظرة.