في زمن الحرب التجارية والطلب الضعيف… لماذا تضخ "أوبك+" مزيداً من النفط؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في زمن الحرب التجارية والطلب الضعيف… لماذا تضخ "أوبك+" مزيداً من النفط؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 10:08 صباحاً

عندما ترفع "أوبك+" الإنتاج رغم أن كل شيء يشير إلى العكس، فالأمر لا يكون مصادفة. 

أحياناً، لا تكون القرارات النفطية مبنية على الأسعار، بل على من يختنق أولاً.

هذا ما نشهده اليوم: الأسواق تتحدث عن ضعف الطلب، حرب تجارية تعود بأدوات جديدة، والصين لا تعود كما كانت. وبرنت؟ يتنفس بالكاد فوق 60 دولاراً - وأحياناً أقل. ومع ذلك، تقرر "أوبك+" أن تضخ.

اختارت المنظمة تسريع وتيرة التخلي عن خفض الإنتاج، معلنةً زيادة قدرها 960 ألف برميل يومياً بدءاً من حزيران/يونيو.

هل هذا تناقض؟

نعم. لكنه تناقض محسوب.

رغم الصورة الرسمية للوحدة، تعاني بعض دول "أوبك+" من ضغوط مالية متزايدة، ولاسيما منها روسيا والعراق ونيجيريا. الحاجة إلى السيولة تفوقت على استراتيجية الحفاظ على الأسعار. ففي وقت تحتاج فيه هذه الدول إلى تمويل نفقاتها المحلية وسط أزمات اقتصادية وسياسية، يصبح رفع الإنتاج وسيلة ضرورية، حتى لو أدّى إلى أسعار أقل.

القرار ليس اقتصادياً فحسب، بل تحرّك استباقي لحماية تماسك "أوبك+". فبدلاً من المخاطرة بانهيار داخلي بسبب خروق فردية، فضّلت الدول الأعضاء التحرك المنسّق، حتى لو كان ذلك على حساب الأسعار في المدى القصير.

 

أوبك+ (وكالات)

 

الرهان على طلب لم يعد مضموناً
الاعتماد التاريخي على الصين كمحرّك للطلب يبدو الآن محل شك. فبعد جائحة كورونا، يُظهر الاقتصاد الصيني علامات تباطؤ هيكلي، لا مجرد تباطؤ دوري. ومع اندلاع حرب تجارية جديدة مع الولايات المتحدة، يصبح من غير الواقعي بناء قرارات إنتاجية على توقعات طلب صيني قوي خلال الأشهر المقبلة

الطلب العالمي على النفط لا ينمو بالوتيرة التي اعتادتها السوق. فارتفاع أسعار الفائدة، وضعف النشاط الصناعي في أوروبا، وتباطؤ سوق العمل الأميركية كلها مؤشرات على تباطؤ عالمي أوسع.

وفي ظل هذا المشهد، تبدو زيادة الإنتاج الحالية أشبه بمحاولة للتموضع في سوق مشبعة، لا انتظار موجة طلب قادمة.

إلى أين يتجه السعر؟
في بيئة مشبعة بالمخاطر وضعف الطلب، من الصعب الحديث عن أرضية صلبة لأسعار النفط. إذا لم يشهد الطلب العالمي انتعاشاً حقيقياً بحلول الصيف، فإن الأسعار قد تبقى محصورة في نطاق هش يراوح بين 55 و65 دولاراً للبرميل، وهو دون مستوى الراحة لكثير من المنتجين.

لكن المشهد لا يتحرك في اتجاه واحد. فإذا بدأ الفيديرالي الأميركي بالتراجع عن تشدده النقدي في النصف الثاني من 2025، فقد نشهد عودة جزئية للتوازن،  خصوصاً إذا ترافقت مع اضطرابات جيوسياسية تُعيد خلط أوراق سلاسل التوريد، وتُنعش تسعير المخاطر في السوق العالمية.

 

**محللة أولى للأسواق في مجموعة Equiti 
  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق