معارضة "حماس" تتنامى في غزّة... بين الأسباب والتداعيات - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
معارضة "حماس" تتنامى في غزّة... بين الأسباب والتداعيات - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 08:34 صباحاً

شهد قطاع غزّة قبل فترة وجيزة تظاهرات ضد "حماس"، حملت في طياتها دلالات كثيرة، على رأسها تراجع التأييد الفلسطيني للحركة وقراراتها العسكرية ضد إسرائيل. وقد قام المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية باستطلاع رأي، أكّد فيه بلغة الأرقام الواقع الجديد المتنامي الذي يؤيّد أفكاراً معارضة لـ"حماس" واتجاهاتها.

وفق الدراسة، تقول نسبة  48% من سكان قطاع غزة إنها تؤيد التظاهرات ضد "حماس"، وتهبط نسبة الرضا عن أداء الحركة لتبلغ 43%، أما في ما يتعلق بالتأييد السياسي لها، فقد شهدت النسبة تقدّماً طفيفاً بلغ 37% مقارنة بـ35% قبل سبعة أشهر، وفي حال حصول انتخابات، من المتوقع أن تبلغ نسبة التصويت لـ"حماس" في القطاع 49% مقارنة مع 42% قبل سبعة أشهر .

استمرار التراجع العام بأرقام "حماس" ينسحب أيضاً على سؤال الأحقية بتمثيل الفلسطينيين، وتعتبر نسبة 40% أن الحركة الفلسطينية هي الأحق بتمثيل الشعب الفلسطيني وقيادته، مقارنة بـ43% قبل سبعة أشهر. وعند السؤال عن تأييد قرار "حماس" بشن هجوم السابع من أكتوبر، تبلغ نسبة التأييد 37% في غزة مقارنة مع 39% قبل ثلاثة أشهر.

 

آليات عسكرية إسرائيلية عند حدود غزّة (أ ف ب).

 

مسؤول البحوث المسحية في المركز وليد لداودة يشرح سبب تراجع التأييد لـ"حماس" في صفوف الغزّيين، ويشير إلى أنّه "متوقع" بعد تدهور الأوضاع المعيشية بسبب "الحرب والحصار والتجويع"، وفقدان الأمل بالتوصّل إلى تسوية مع إسرائيل تخفّف الضغط عن الفلسطينيين في القطاع، وتراجع "زخم إنجازات حماس" مقارنة بالسابق.

وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى تراجع وتيرة عمليات "حماس" العسكرية مقارنة بفترات سابقة من الحرب، وخصوصاً في بداياتها، وذلك بسبب تراجع قدرات الحركة التسلّحية، ما من شأنه أن يترك أثراً على معنويات مؤيديها، وتراجع أو انعدام مقومات الحياة مع ارتفاع حدّة الحرب وإطباق الحصار لفترة طويلة ومنع دخول المساعدات.

لداودة يتحدّث عن تراجع الأرقام، ويقول لـ"النهار" إن زخم التأييد الشعبي لـ"حماس" و"حركات المقاومة" والفصائل العسكرية بشكل عام يرتفع خلال بدايات الحروب، ثم يأخذ بالتراجع تدريجياً ليعود إلى مستوياته، لكن الحرب "طالت" والتراجع في نسب التأييد استمر، مع العلم أن "حماس" لا تزال تتمتع بشعبية أوسع في غزّة مقارنة بفصائل أخرى، بينها حركة "فتح".

مستقبل هذه الأرقام يدفع "حماس" إلى دق ناقوس الخطر، كون مسارها التنازلي من المرتقب أن يستمر. ووفق لداودة، فإن المعطيات الحالية تشير إلى استمرار هبوط نسب التأييد الإجمالي للحركة "إلّا في حال حصول أمر استثنائي، كصفقة وقف إطلاق نار وتبادل أسرى ناجحة تصب في صالح غزّة"، لكن الأرقام "لن تعود إلى المستويات التي كانت عليها خلال بداية الحرب".

من المفترض أن تقرأ "حماس" هذه الأرقام، وتعي أن الأرضية الشعبية قد تبدّل مزاجها بشكل نسبي، ما قد يدفعها لاتخاذ مواقف وإجراءات تلاقي بها المزاج الجديد وتأخذ الأرقام بالاعتبار. وفي هذا السياق، يلفت لداودة إلى احتمال تبدّل مواقف الحركة لجهة مفاوضات وقف النار، أو لجهة الأوضاع المعيشية داخل قطاع غزّة، ولكن "بشكل محدود وليس مطلقاً".

في المحصلة، فإن تراجع تأييد "حماس" أثبته الشارع وأكدته الأرقام، وهذا الواقع الجديد الذي يعود إلى تحميل الحركة الفلسطينية مسؤولية الحرب وتبعاتها سينعكس على مستقبلها وسياساتها وشعبيتها، ما يفتح الباب أمام أسئلة كثيرة بشأن نهج "حماس" المقبل خلال مفاوضات وقف إطلاق النار واليوم التالي في غزّة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق