نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"رشقات" أيار 2008: هل انتهت "كدماتها" عام 2025؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 8 مايو 2025 03:34 مساءً
لا تزال الاضطرابات الأهليّة التي نشبت في أيار 2008 إثر توجيه "حزب الله" فوهة نيران أسلحته باتجاه الداخل اللبنانيّ بدءاً من بيروت ثم الجبل، تتردّد في الأذهان فيما استذكر رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري اختيار البعض السلاح بدل الحوار حينذاك. لكنّها المرّة الأولى التي يتاح فيها للبنانيين المعارضين لمحور "الممانعة" أن يستذكروا لهب تلك الاجتياحات بنقمة منخفضة الوتيرة مقارنة مع السابق بعد متغيرات إقليمية شتّى عرفتها المنطقة. تراجع الهلع لدى كثيرين عام 2025 عند حلول ذكرى "فزّاعة" أيام متتالية بدءاً من اجتياح "حزب الله" بيروت في 7 أيار 2008 وما تبعه من أيام متضرّمة. ولعلّ أكثر التحوّلات التي لها مندرجاتها في كيفية تراجع الخشية رغم عدم انتفائها كلّياً عند الجميع، يمكن استطلاعها بعد خسائر لحقت محور "الممانعة" وانحسار قدرته على تحريك القرارات السياسية اللبنانية بعد اغتيال قادة القرار في "حزب الله" ومحاصرة النفوذ الإيراني.
تكفي المقارنة بين خطاب ألقاه الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في 8 أيار 2008، قال فيه إنّ "من واجبنا أن ندافع عن سلاحنا وعن مقاومتنا وعن شرعية هذه الأحكام, وقد أعذر من أنذر"، وبين "حزب الله" من دون نصرالله عام 2025 ولا يعارض أحد قيادييه المؤثرين مناقشة مستقبل السلاح إذا انسحبت إسرائيل وأوقفت ضرباتها.
لطالما استعصى أيّ حوار على نتيجة تسمح بالتفاوض الصريح لتسليم سلاح "حزب الله" سابقاً، لكن التشاور لم يعد مستيحلاً حالياً رغم أنماط المماطلة والتصعيد في انتظار نتائج المفاوضات الإيرانية الأميركية. ما تغيّر أيضاً أنّ "حزب الله" خسر الجزء الأكبر من ترسانة أسلحته التي استخدمت في "جبهة إسناد" غزّة بدءاً من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 أو ضربتها إسرائيل بضراوة. لم يلغِ ذلك الإبقاء على أسلحة يمكنه استخدامها على نسق أيار 2008.
راية حزب الله.
لكن، هل يستطيع "حزب الله" اتخاذ قرار مماثل وسط متغيرات المنطقة؟ من تابع تلك المرحلة على مستوى نيابيّ مثّل بيروت في تلك الفترة، يقول لـ"النهار" إن "اضطرابات أيار 2008 لن تستعاد ولا مخاوف من أمر واقع بالأسلحة من جديد".
طمأنينة البعض لا تلغي توجّس البعض الآخر. يقارن الوزير السابق أحمد فتفت بين حقبتين في إجابته على أسئلة "النهار" متحدّثاً عن "خطاب متعال ومتوتّر لا يزال يتّخذه "حزب الله" رغم تغيّر موازين القوى السياسية، لكن يبقى من المهمّ أن تتوفّر قناعة غير موجودة حالياً لدى "حزب الله" الذي لم يتلقّف الدرس بشكل كافٍ من تبعات دخوله حرب مساندة غزّة". ويعتبر فتفت أنّ "خطابات قيادات "حزب الله" مرتبطة حالياً بالحرس الثوري الايراني، فيما أصحاب القرار الداخلي في "الحزب" راحوا ومنهم الأمين العام السابق حسن نصرالله. أضحى "حزب الله" طبقة سياسية أدنى ملحقة كليّاً بالقرار الإيراني". بحسب انطباعاته، "لدى إيران أولويات بدءاً من نظامها والمصالح المباشرة ثم إمكان التخلي عن السوري واليمني الأكثر سهولة من التخلي عن "حزب الله" الذي حصل التوظيف فيه منذ سنوات رغم أنّ التنازل عنه عسكرياً يبقى قابلاً للتفاوض". ويستنتج فتفت أنّ "لا اطمئنان قبل الانتقال إلى بناء الدولة وأن يكون لكلّ مواطن الحقوق والواجبات نفسها بعيداً عن الإصرار على السلاح رغم أن نتائج أي محاولة لتكرار ما حصل في أيار 2008 ستكون مختلفة بعد إعادة التوزيع في توازن القوى، فيما إن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحده ينهي كلّياً مرحلة الاحتلال الإيراني".
0 تعليق