نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"تطابق مع الإسرائيليين"... تحقيق صحافي عن تسليح الجيش المصري يثير ضجة (فيديو) - تكنو بلس, اليوم الخميس 8 مايو 2025 03:34 مساءً
نشرت إعلامية مصرية تحقيقاً أثار علامات تعجب وقدراً من السخرية في أوساط المصريين. وجاء التحقيق تحت عنوان رآه البعض "متغافلاً" أو "منفصلاً" عن جغرافيا دولة تقع بقلب إقليم تتأجج فيه الحروب، وتحيط بها الصراعات والتهديدات الأمنية من جهاتها الأربع.
وتقول الإعلامية رشا قنديل، إن تحقيقها الذي يحمل عنوان: "الترسانة المصرية: لمن تشتري مصر كل هذا السلاح؟"، استغرق ثلاثة أشهر لتنجزه، هذا الأمر تحديداً، شكل عاملاً لمضاعفة حدة ردود الفعل ضد تحقيقها المثير للجدل.
قنديل ودانون
في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، وهو التوقيت الذي يفترض أن الإعلامية بدأت فيه تحقيقها تقريباً، تساءل مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون عن أسباب اقتناء الجيش المصري معدات عسكرية حديثة رغم عدم مواجهة البلاد أي تهديدات.
— Suppressed News. (@SuppressedNws) https://twitter.com/SuppressedNws/status/1885362031307428182?ref_src=twsrc%5Etfw
تطابق لافت، وتوقيت متزامن. رددت قنديل ما قاله دانون بصيغة مختلفة في مستهل تحقيقها: "لماذا تبني مصر هذه الترسانة الضخمة؟ لا دلائل على حرب وشيكة ستخوضها السلطة أو القوات المسلحة باسم مصر لا إقليمياً ولا دولياً!".
ويقول خالد جمال على موقع "إكس" ساخراً: "ثلاثة فقط يغضبهم تسليح الجيش المصري: إسرائيل، والإخوان، (..) ورشا قنديل".
الصحافية المصرية المتخصصة بالتحقيقات الاستقصائية منال أحمد، أشارت إلى التوقيت المتزامن، وقالت على صفحتها في موقع "فايسبوك": "السؤال فقط: هل توقيت كتابة تحقيقها الصحافي الذي تعد معلوماته كلها تقريباً غير دقيقة، مناسب؟".
وركّز آخرون على ما يمكن وصفه بـ"الغل السياسي" الذي تكنه الإعلامية التي تحمل الجنسية البريطانية تجاه مصر، ما يضع علامات استفهام بشأن مهنية تحقيقها، لافتين إلى أنها زوجة المعارض المصري أحمد طنطاوي، المسجون بحكم قضائي، بعد اتهامه بتزوير توكيلات لترشحه في انتخابات رئاسة الجمهورية عام 2024، ما يجعل تحقيقها مشكوكاً في مهنيته بالنسبة لكثيرين.
إجابة سهلة
السؤال الرئيسي الذي تطرحه قنديل "إجابته سهلة للغاية" بحسب رئيس جهاز الاستطلاع في القوات المسلحة الأسبق اللواء نصر سالم.
يقول الأستاذ في أكاديمية ناصر العسكرية لـ"النهار": "الإجابة ببساطة هي: إذا أردت أن تمنع الحرب، فاستعد جيداً لها. هذا مبدأ متفق عليه عالمياً".
حاولت قنديل الربط بين تسليح الجيش وبقاء النظام الحاكم، وتحديداً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلة: "هل يستحق بقاء هذا النظام وتثبيته الاضطرار للتسلح حد الاستدانة؟".
ويضيف سالم: "أي نظام حاكم في العالم، مسؤول عن الأمن القومي لبلده. لتحقيق ذلك لا بد أن يبني جيشاً قوياً. ولكن حتى في حالة النصر، فإن التكلفة عالية جداً. قتال ليوم واحد بين قوتين متساويتين يكلف ما تخصصه الدولة للتسليح في عام كامل".
ويتساءل: "هل يمكن أن أحمي أمني القومي من دون حرب؟ الإجابة: نعم. كيف؟ أن تبني استراتيجية الردع، بامتلاك قدرات أكبر مما لدى عدوك".
ويقول سالم: "الشرط الثاني هو إظهار القوة، وهذا ما تفعله مصر. إنها تقوم باستعراضات عسكرية، وتفتيش حرب، ومناورات مشتركة مع دول عدة".
جغرافيا التهديد
من جانبها، تقول المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان لـ"النهار": "كي نفهم منطق القاهرة العسكري، يجب أن نبدأ بجغرافيا التهديد. غرباً، لا تزال ليبيا منقسمة، وموطناً لميليشيات متناحرة ومرتزقة أجانب، جنوباً، يثير انهيار السودان شبح الهجرة غير المنضبطة، وتهريب الأسلحة، وعودة الإسلاميين عبر الحدود. وفي الشمال الشرقي، تحولت منطقة شرق المتوسط إلى بؤرة توتر سياسي بشأن الطاقة، ومسرح للتحديات البحرية حيث تتنافس السفن التركية والبوارج اليونانية ومنصات الغاز الإسرائيلية على الهيمنة".
وترى أن "كثيراً من المشتريات المصرية منطقية"، مضيفة: "لا يمكن تجاهل عامل الهيبة. التحديث العسكري المصري يتعلق باستعادة المكانة الإقليمية. يقدّم نظام السيسي نفسه باعتباره حجر الزاوية في استقرار العالم العربي، ونداً للطموحات التركية والتهديدات الإيرانية. في هذا السرد، يتحول العتاد العسكري إلى رمز".
وتلفت تسوكرمان إلى أنّ "إسقاط القوة ليس ترفاً بالنسبة لمصر، إنه من أشكال الدفاع المتقدم".
0 تعليق