كتبت.. آلاء محمدي

استطاع الفيلم السعودي "ميرا ميرا ميرا" أن يسطر اسمه بأحرف من ذهب في سجل المهرجانات السينمائية، محققاً ثلاث جوائز مرموقة خلال فترة وجيزة، ليؤكد بذلك على حضوره القوي والمؤثر على الساحتين الإقليمية والدولية، وهذا التألق المتواصل يعكس مدى النضج الفني الذي وصلت إليه صناعة الأفلام القصيرة في المملكة العربية السعودية، وقدرتها على منافسة أعمال عالمية المستوى.

فيلم ميرا ميرا ميرا السعودي يتوج بثلاثية ذهبية

توالت إنجازات الفيلم السعودي ميرا ميرا ميرا بشكل مثير للإعجاب، حيث استهل رحلته المكللة بالنجاح بحصد جائزة "هيباتيا الذهبية" المرموقة، والتي تمنح لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية لـ مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وهذا الفوز يعكس التقدير الكبير الذي حظي به الفيلم من قبل النقاد والجمهور على حد سواء في هذا المحفل السينمائي العربي العريق.

ولم يتوقف تألق الفيلم عند هذا الحد، فسرعان ما أضاف إلى رصيده جائزة أخرى ذات قيمة، وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان مالمو السينمائي الدولي الذي أقيم في السويد، وهذا التتويج الأوروبي يؤكد على قدرة الفيلم على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، ووصول رسالته الإنسانية والفنية إلى جمهور عالمي متنوع.

وكان الفيلم قد استهل مسيرته الذهبية في وطنه الأم، حيث فاز في شهر أبريل من العام الجاري 2025 بـ جائزة "النخلة الذهبية" كأفضل فيلم قصير في مهرجان أفلام السعودية الذي أقيم في مدينة الظهران، وهذه الجائزة تعتبر بمثابة شهادة تقدير من قبل صناع السينما والجمهور السعودي للجهد الفني والإبداعي الذي بذل في هذا العمل.

قصة فيلم ميرا ميرا ميرا السعودي

يغوص فيلم ميرا ميرا ميرا السعودي في أعماق حي شعبي بمدينة جدة يواجه خطر الإزالة، ليقدم لنا قصة إنسانية مؤثرة تتمحور حول شخصية البطل "سعيد" الذي يفقد فجأة قدرته على الكلام، ولا يملك سوى كلمة واحدة يرددها باستمرار، وهذه الكلمة البسيطة تصبح مفتاحاً لكشف لغز عميق، يعكس حالة من العجز الإنساني عن التواصل الحقيقي مع الآخرين في عالم يموج بالضغوط والتحديات.

ويطرح الفيلم ثيمة محورية تتعلق بفقدان القدرة على التعبير والتواصل، وهي قضية إنسانية عالمية تلامس جوانب عميقة في النفس البشرية، والفيلم يدعو المشاهد إلى التأمل في طبيعة العلاقات الإنسانية وأهمية اللغة والتعبير في بناء جسور التواصل والتفاهم بين الأفراد.