كشفت تقارير بريطانية عن أن شركة "شل" تجري مشاورات أولية مع مستشارين لدراسة إمكانية الاستحواذ على شركة "بي.بي" المنافسة، في خطوة قد تُعد من أضخم صفقات الاندماج في تاريخ صناعة النفط والغاز، بحسب ما نقلته صحيفة ذا غارديان وشبكة بلومبرغ.

شل تقيم جدوى الصفقة

ذكرت مصادر مطلعة أن شركة شل ناقشت خلال الأسابيع الأخيرة، مع مستشاريها، مزايا وجدوى الاستحواذ على "بي.بي"، وسط تراجع كبير في أداء الأخيرة خلال عام 2025.
ويقول محللون إن تنفيذ هذه الصفقة سيُعيد تشكيل موازين القوى في قطاع الطاقة العالمي، نظرًا لحجم الشركتين وأهميتهما التاريخية في السوق البريطانية والعالمية.

أداء "بي.بي" المتراجع يحرك الصفقة

تعاني شركة بي.بي من تراجع في قيمة أسهمها بأكثر من 30% خلال العام الماضي، وسط إخفاق استراتيجيتها المناخية الجديدة في كسب ثقة المستثمرين، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط. كما فشلت خطة التحول التي أطلقها الرئيس التنفيذي الحالي موراي أوكينكلوس في تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن.

صفقة نفطية عملاقة

بحسب بلومبرغ، فإن المحادثات لا تزال في مراحلها التمهيدية، وقد تختار شل في نهاية المطاف التركيز على إعادة شراء الأسهم أو تنفيذ صفقات استحواذ أصغر حجماً بدلًا من خوض عملية اندماج ضخمة.
وأشار التقرير إلى احتمال انتظار "شل" لحين تحرك "بي.بي" تجاه مستثمر أو مشترٍ آخر قبل اتخاذ الخطوة الأولى.

القيمة السوقية: شل تتفوق بمرتين

تبلغ القيمة السوقية لشركة شل نحو 145.6 مليار جنيه إسترليني، وهي أكثر من ضعف قيمة "بي.بي" البالغة 55.9 مليار جنيه. ويرى مراقبون أن هذا الفارق يجعل شل في موقع قوة، لكنه في الوقت نفسه يُعقّد شروط الصفقة المحتملة.
وفي رد مقتضب على الشائعات، قال متحدث باسم "شل" لصحيفة ذا غارديان: "نركز حاليًا على تعظيم القيمة من خلال تحسين الأداء والانضباط المالي".

تغييرات في "بي.بي" وخطط جديدة للربحية

في فبراير الماضي، أعلنت قيادة "بي.بي" عزمها إعادة ضبط استراتيجيتها جذريًا، عبر تخفيف التزاماتها المناخية والعودة للاستثمار في مشاريع الوقود الأحفوري، في محاولة لتحسين جاذبيتها السوقية.
لكن أرباح الشركة انخفضت بنحو 50% في الربع الأول من 2025 إلى 1.4 مليار دولار، مقارنة بـ 2.7 مليار دولار في الفترة نفسها من 2024.
وقد دفع هذا الأداء الضعيف صندوق التحوط الأمريكي "إليوت مانجمنت" إلى زيادة ضغوطه على إدارة الشركة، بهدف إعادة هيكلتها.

إرث التحول المناخي والنتائج العكسية

تأثرت "بي.بي" أيضاً سلباً بإرث رئيسها التنفيذي السابق برنارد لوني، الذي قاد الشركة نحو التحول إلى شركة "صفر انبعاثات"، وهو المسار الذي لم يحقق مكاسب حتى الآن. يُذكر أن لوني غادر الشركة فجأة في سبتمبر 2023 بعد اعترافه بإخفاء معلومات شخصية عن مجلس الإدارة.

شل: أرباح قوية وتوجه لشراء الأسهم

في المقابل، أعلنت "شل" عن أرباح معدلة بقيمة 5.6 مليار دولار في الربع الأول من 2025، بانخفاض 28% عن العام السابق، لكنها تفوقت على توقعات المحللين.
وقال الرئيس التنفيذي وائل صوان لصحيفة فاينانشال تايمز إنه يفضل حالياً إعادة شراء أسهم الشركة بدلاً من السعي نحو استحواذ كبير.
وأضاف صوان: "نُقيّم مثل هذه الفرص دائمًا، لكن حتى الآن نرى أن خيار شراء أسهمنا هو الأفضل من حيث العائد".