بقلم ــ فيصل خزيم العنزي

تُعد قصيدة أغداً ألقاك واحدة من أبرز التحف الفنية التي أبدعت فيها السيدة أم كلثوم وأصبحت رمزاً للجمال والعمق في الأغنية العربية .. كتبها الشاعر السوداني الهادي آدم الذي عبّر من خلالها عن مشاعر الحب والترقب الممزوجة بالشوق واللهفة وجسّد في أبياتها صوراً شعرية بديعة تخاطب القلب والوجدان !!

تتحدث القصيدة عن الموعد الأول للحبيب حيث يُجسد الشاعر أحاسيسه بكلمات مليئة بالأمل والترقب .. يسأل نفسه ويخاطب مشاعره هل ستأتي اللحظة التي يلتقي فيها بمن يحب ؟
وما الذي ستحمله هذه اللحظة من سعادة وأحلام ؟!

تميزت كلمات الهادي آدم بالصور الشعرية الرائعة التي تصور الحب كمزيج من الحلم والواقع .. فكل كلمة في القصيدة تحمل عمقاً إنسانياً صادقاً يجسد حالة الانتظار والشغف !!

لحن الأستاذ محمد عبدالوهاب القصيدة بأسلوب مبدع حيث أضاف إلى جمال الكلمات عمقاً موسيقياً يليق بعظمة النص .. جعل اللحن الأغنية تسير في تناغم سلس بين المشاعر المختلفة التي أراد الشاعر إيصالها !

أما أداء السيدة أم كلثوم فقد أعطى القصيدة حياة جديدة بصوتها القوي والمعبّر استطاعت أن تنقل لنا مشاعر الحب والانتظار .. فأصبحت الأغنية واحدة من أكثر أعمالها شهرة وتأثيراً واستمرت في ذاكرة عشاق الطرب الأصيل على مر الأجيال !!

عندما توفي الشاعر السوداني الهادي آدم كتبت الصحف عناوين مؤثرة : “مات صاحب أغداً ألقاك” هذه العبارة تلخص حجم الأثر الذي تركته هذه القصيدة وكيف أصبحت علامة فارقة في مسيرته الشعرية وفي عالم الأغنية العربية .

قصيدة “أغداً ألقاك” ليست مجرد كلمات وألحان بل هي تجربة إنسانية مكتملة تعبر عن مشاعر الحب والشوق .. تظل شاهدة على عبقرية الشاعر الهادي آدم وعظمة الملحن محمد عبدالوهاب وإبداع أم كلثوم الذي لا يُنسى !!