لم تهدأ عاصفة الجدل منذ سنوات حول الحالة الاجتماعية للإعلامية بوسي شلبي وعلاقتها بالنجم الراحل محمود عبدالعزيز. ورغم أن الموضوع كان يُتناول على فترات متقطعة وبكثير من الغموض، إلا أن الشرارة الأخيرة التي فجرت القضية مجددًا كانت مع تداول معلومات تشير إلى أن بوسي لا تزال "زوجة على الورق" للفنان الراحل، الأمر الذي دفع أبناءه إلى الخروج عن صمتهم، لأول مرة، لإصدار بيان قاطع يحمل الحقيقة كما يراها الورثة.

بداية الحكاية: زواج قصير وشائعات طويلة

بحسب المعلومات المؤكدة، فإن بوسي شلبي كانت قد تزوجت من الفنان الكبير محمود عبدالعزيز في تسعينيات القرن الماضي، في علاقة لم تدم طويلًا. وعلى الرغم من طلاقهما، استمرت علاقتهما المهنية، وظهرت بوسي في أكثر من مناسبة تتحدث عن حبها وتقديرها الكبير للفنان الراحل، حتى بعد وفاته عام 2016.

لكن طوال هذه السنوات، لم تكن هناك وثيقة رسمية منشورة أو تأكيد قانوني نهائي حول نهاية العلاقة. بعض المصادر تحدثت عن أن الزواج ظل قائمًا حتى وفاته، بينما أكد آخرون أنهما انفصلا منذ عقود. وقد ساعد الصمت الذي التزم به الطرفان – ثم الورثة لاحقًا – على انتشار التأويلات.

تسريب وثائق ورسائل إعلامية مشوشة

خلال الشهور الماضية، تصاعدت الشائعات مجددًا عندما تم تداول مستندات قانونية منسوبة لبوسي شلبي تُظهر حالتها الاجتماعية كـ"مطلقة"، وهو ما صدم البعض، خاصة ممن كانوا يعتقدون أنها أرملة النجم الراحل. وبدأت منصات التواصل الاجتماعي تتساءل عن طبيعة العلاقة التي كانت تجمعهما في سنواته الأخيرة، وهل كان الطلاق حقيقيًا أم مجرد إجراء قانوني؟

وما زاد الطين بلّة، أن إحدى السيدات – لم يذكر اسمها صراحة – ادعت في دعوى قضائية أن الطلاق تم تزويره، وأن الزواج استمر حتى الوفاة. وقدّمت بلاغات جنائية ضد المأذون تتهمه بتزوير وثيقة الطلاق، كما اتهمت الفنان الراحل بمراجعتها بعد الطلاق دون إعلان ذلك.

أبناء محمود عبدالعزيز يردون رسميًا لأول مرة

بعد تصاعد الموقف قانونيًا وإعلاميًا، أصدر الفنان محمد محمود عبدالعزيز بيانًا رسميًا مشتركًا مع بقية ورثة والده، تم نشره عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"، وأثار ضجة كبيرة.

في البيان، أكد الورثة أن كافة الدعاوى القضائية قد رُفضت في جميع درجات التقاضي، وأن البلاغات الجنائية قد تم حفظها، وهو ما يُثبت – حسب قولهم – صحة الطلاق الذي تم بين الفنان محمود عبدالعزيز وبوسي شلبي بعد شهر ونصف فقط من الزواج، وذلك في عام 1998.

نفي قاطع لوجود زواج حتى الوفاة

البيان شدد على أن أي ادعاء بأن الفنان كان متزوجًا حتى وفاته هو محض افتراء، مؤكدًا أن العلاقة منذ ذلك الوقت اقتصرت على العمل فقط، وأن ما يجمع الطرفين هو علاقة مهنية بين نجم كبير ومديرة تنظيم مهرجانات ومنسقة أعمال.

كما رفض أبناء الفنان الراحل بشدة أي إساءة لاسم والدهم أو تاريخه الفني، مؤكدين أنهم لن يتسامحوا مع أي محاولة للمساس بسمعته أو استغلال اسمه، وأنهم فوّضوا المستشار القانوني للعائلة لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد أي تجاوز مستقبلي.

بوسي شلبي تلتزم الصمت

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر الإعلامية بوسي شلبي أي بيان رسمي أو تعليق مباشر على ما ورد في بيان الورثة. وهو ما زاد الغموض أكثر، خاصة أن البعض كان ينتظر منها توضيحًا يُنهي اللغط حول هذه العلاقة التي أصبحت مجالًا واسعًا للتأويلات على مدار أكثر من 20 عامًا.

وقد ظهرت بوسي شلبي مؤخرًا في بعض المناسبات الفنية دون التطرق للموضوع، واكتفت بنشر صور قديمة تجمعها بالفنان الراحل، الأمر الذي اعتبره البعض دليلاً على عمق العلاقة العاطفية، بينما رآه آخرون محاولة للإيحاء بشيء غير مؤكد قانونيًا.

ردود فعل واسعة بين الجمهور

البيان أثار تفاعلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لموقف الورثة في الدفاع عن إرث والدهم، ومعارض يعتقد أن هذا الجدل كان من الأفضل تجنبه احترامًا لذكرى النجم الراحل.

البعض اعتبر أن هذه المسألة تُبرز مدى حساسية الحياة الخاصة للمشاهير، وكيف يمكن أن تتحول بعد وفاتهم إلى مادة للتجاذب الإعلامي والقانوني. فيما طالب آخرون بضرورة احترام حياة الشخصيات العامة بعد وفاتهم وعدم الزج بأسمائهم في صراعات دنيوية لا تليق بهم.