أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن مشاركة 8 أفلام مدعومة من برنامج المنح بالمؤسسة لتشارك ضمن فعاليات الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، في إنجاز جديد يعكس رؤيتها الاستراتيجية في تمكين الأصوات السينمائية الأصيلة من المنطقة والعالم.

أفلام من مؤسسة الدوحة تشارك في مهرجان كان

وتوزعت هذه الأفلام على عدة أقسام من المهرجان، من بينها المسابقة الرسمية، التي تشهد هذا العام منافسة فيلم رنوار على السعفة الذهبية، إلى جانب ثلاثة أعمال في قسم "نظرة ما"، وأربعة أفلام في الأقسام الموازية، من بينها أسبوع النقاد وأسبوع المخرجين وبرنامج ACID التابع لجمعية السينما المستقلة للتوزيع.

هذه المشاركة النوعية تؤكد التزام المؤسسة بتوسيع نطاق الدعم الموجه للمواهب المتميزة، وإبراز الحكايات المتنوعة التي تعكس الهويات الثقافية والتجارب الإنسانية الفريدة.

فيلم ينافس على السعفة الذهبية

من بين أبرز ما أعلنت عنه المؤسسة، ترشيح فيلم "رنوار" للمخرجة اليابانية تشي هياكاوا للمسابقة الرسمية في مهرجان كان 2025. يروي العمل قصة فتاة في الحادية عشرة من عمرها تعيش في طوكيو أواخر الثمانينات، بينما تتقاطع مشاعرها الحساسة مع واقع والدها المريض ووالدتها المثقلة بالأعباء. يحمل الفيلم أبعاداً إنسانية عميقة عن الأسرة، والبحث عن الحنان في زمن التباعد العاطفي.

ثلاثة أفلام في قسم "نظرة ما"

كما تشارك ثلاثة أعمال مدعومة في قسم "نظرة ما"، أبرزها فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن" للمخرج المصري مراد مصطفى، الذي يتناول واقع اللاجئين الأفارقة في القاهرة من خلال قصة ممرضة صومالية تتورط في شبكة إجرامية، بين الخوف والرغبة في النجاة.

ويبرز كذلك فيلم "سماء موعودة" للمخرجة أريج سهيري، الذي تدور أحداثه في تونس حول ثلاث نساء من ساحل العاج تعشن في منزل واحد يتحول إلى كنيسة، ليقدّم الفيلم مشهداً نابضاً عن تقاطع الهويات الدينية والثقافية في فضاء واحد.

أما فيلم "كان يا ما كان في غزة" للشقيقين طرزان وعرب ناصر، فيأخذنا إلى غزة عام 2007، حيث تتشابك حكايات طالب، وتاجر، وشرطي في مناخ من التوتر والعنف الذي ينذر بنهاية دامية، في عمل يتميز بلغة بصرية جريئة تلتقط التمزقات السياسية والشخصية معاً.

الأقسام الموازية تستضيف أربعة أفلام

في قسم أسبوع النقاد، يحضر فيلم مدينة بلا نوم للمخرج الإسباني غييرمو غارسيا لوبيز، الذي يستعرض اضطرابات المراهقة والهوية في ضواحي مدريد من خلال قصة تونينو، الفتى الذي تتهدد صداقته الوحيدة بالرحيل.

ومن المغرب، تشارك المخرجة رندة ماروفي بفيلم المعدن، الذي يعيد قراءة تاريخ مدينة جرادة بعد إغلاق منجمها الرئيسي، مستعرضاً التبدلات البيئية والاجتماعية عبر سرد وثائقي مدعوم بشهادات حية وأرشيف نادر.

وفي أسبوع المخرجين، يحضر الفيلم العراقي "كعكة الميلاد" من إخراج حسن هادي، والذي يتناول لحظة عبثية في عهد النظام السابق، من خلال قصة طفلة عراقية تسعى لتحضير كعكة عيد ميلاد للرئيس صدام حسين، في مزيج من السخرية والبراءة والرمزية السياسية.

أما فيلم الحياة بعد سهام للمخرج المصري الفرنسي نمير عبد المسيح، فيُعرض ضمن برنامج ACID، وهو عمل شخصي مؤثر عن رحلة الفقد واستعادة الذاكرة، يوثق خلالها المخرج محاولته للتصالح مع رحيل والدته، واستخدام الكاميرا كأداة شفاء من الحزن.

رؤية متجددة لصناعة السينما

وفي تعليقها على هذا التواجد الواسع، قالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: "ننظر بفخر لهذه المشاركة المتنوعة التي تمثل صوتاً حقيقياً للسينما المستقلة من منطقتنا والعالم. اختيار هذه أفلام هذا العام هو ثمرة التزامنا العميق بدعم المشاريع التي تتناول قضايا جوهرية من زوايا فنية مختلفة، وتستعرض سرديات لم تُروَ من قبل".

وأضافت الرميحي: "هذه الأعمال تعكس قدرة السينما على كسر الحواجز الثقافية وإعادة تعريف المفاهيم الإنسانية من منظور جديد. نحن نؤمن أن دعم الأصوات الجديدة والجريئة هو جزء أساسي من مهمتنا المستمرة لبناء مشهد سينمائي أكثر عدالة وشمولاً".