شهدت محافظة شمال سيناء مشاهد متواصلة من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وسط أجواء يسودها الفرح والبساطة والطمأنينة، حيث توافد المواطنون منذ الصباح الباكر إلى الشواطئ والحدائق والمنتزهات، كما امتلأت المجالس العائلية والدواوين بالزائرين والأهالي المتبادلين للتهاني والتبريكات، في لوحة اجتماعية عكست روح المحبة والترابط بين أبناء المحافظة.

على شاطئ العريش، اكتظت الرمال الذهبية بالعائلات والأطفال الذين استمتعوا بجو البحر المنعش تحت الخيام والشمسيات، أو في الأماكن المخصصة للترفيه، حيث شهدت المناطق الساحلية إقبالًا ملحوظًا من المواطنين الذين حرصوا على قضاء أوقات العيد في الهواء الطلق، وسط استعدادات أمنية وتنظيمية مشددة لضمان راحة وسلامة الزوار.

في الحدائق العامة، تزايدت أعداد الأسر التي اصطفت في مناطق الجلوس، وازدحمت المساحات المخصصة لألعاب الأطفال بالمحتفلين، في حين شهدت أماكن الترفيه إقبالًا واسعًا من الكبار والصغار على حد سواء. وقد ساهم الطقس المعتدل والهدوء العام في تشجيع العائلات على الخروج للاحتفال والمشاركة في أجواء العيد الجماعية.

وفي لفتة إنسانية ومجتمعية، أجرى اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، جولة ميدانية في عدد من شوارع مدينة العريش، حيث حرص خلالها على مصافحة المواطنين وتهنئتهم بعيد الأضحى المبارك، مستمعًا إلى مطالبهم واحتياجاتهم، وموجهًا الأجهزة التنفيذية بسرعة الاستجابة لها، بما يسهم في تحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين.

وشملت جولة المحافظ زيارة إلى مركز بئر العبد، وتحديدًا قرية الروضة، حيث قدّم التهاني لأهالي القرية، لا سيما أسر الشهداء الذين فقدوا أبناءهم في الحادث الإرهابي الأليم قبل سنوات.

وأعرب المحافظ عن تقديره لصمود أهالي الروضة، مشيرًا إلى أن أجواء العيد في القرية تعكس روح التماسك والتلاحم بين المواطنين.

وشهدت قرية الروضة استمرار مظاهر الاحتفال من خلال توافد الأهالي والمهنئين إلى مقر زاوية الروضة، حيث قُدمت التهاني لأسر الشهداء وأهالي القرية في مشهد مؤثر يعكس وفاء المجتمع لضحاياه، وإصراره على مواجهة التحديات بالفرح والكرامة.

وفي كافة قرى ومراكز شمال سيناء، تواصلت مظاهر البهجة من خلال تبادل الزيارات بين الأهالي وتنظيم الولائم العائلية التي تميّزت بتقديم أطباق العيد من لحوم الأضاحي، وسط أجواء من المحبة والمشاركة المجتمعية، حيث جلس الرجال وكبار السن في حلقات النقاش وتبادل الأحاديث الودية، فيما انشغل الصغار باللهو واللعب في الساحات والفراغات العامة.

ولم تغب الجوانب الترفيهية والرياضية عن مشهد العيد، إذ واصلت مديرية الشباب والرياضة بمحافظة شمال سيناء تنفيذ مبادرة "العيد أحلى بمراكز الشباب"، من خلال فتح أبواب المراكز أمام النشء والشباب والأسر في ثالث أيام العيد.

وتضمنت الاحتفالات عروضًا فنية واستعراضية، وفقرات ترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى توزيع الهدايا والمسابقات الثقافية التي أدخلت البهجة على المشاركين.

من جهتها، واصلت المجازر الرسمية في مدن شمال سيناء استقبال المواطنين الراغبين في ذبح أضاحيهم تحت إشراف بيطري كامل. وقد شهدت المجازر انتظامًا في العمل والتزامًا بالإجراءات الصحية، حيث توافد المواطنون منذ الصباح الباكر وهم يحملون أضحياتهم، وسط أجواء من النظام والتعاون.

وفي مشهد يعكس قيم التكافل الاجتماعي، نشطت الجمعيات الأهلية والخيرية بالتعاون مع فرق من المتطوعين في توزيع لحوم الأضاحي على الأسر الأولى بالرعاية في قرى ومناطق المحافظة.

وقد هدفت هذه المبادرات إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان وصول فرحة العيد إلى كل بيت، خاصة في المناطق التي تعاني ظروفًا اقتصادية صعبة.

وفي إطار الحرص على سلامة المواطنين خلال أيام العيد، كثّفت مديرية الصحة بشمال سيناء جولاتها الميدانية على مختلف المرافق الصحية. وأكد الدكتور أحمد سمير بدر، وكيل وزارة الصحة، أن الفرق الطبية والتمريضية تعمل بكامل طاقتها، مع توافر الأدوية والمستلزمات الطبية، لضمان الجاهزية التامة لاستقبال أي حالات طارئة.

وأشار الدكتور بدر إلى تفعيل خطط الطوارئ والتأهب داخل المستشفيات، بالإضافة إلى استمرار المتابعة الميدانية من فرق الرقابة والتفتيش للتأكد من الالتزام بالمعايير الصحية والإدارية داخل المنشآت الطبية، بما يضمن تقديم خدمات صحية عالية الجودة طوال أيام العيد.

الاحتفال بالعيد بمراكز الشباب

الاهالي في مجالس سيناء يواصلون فرحة العيد

اهالي قرية الروضة يواصلون الاحتفال بالعيد

بهجة العيد في قرية الروضة

محافظ شمال سيناء مع الأهالي في شوارع العريش

محافظ شمال سيناء يهني اهالي قرية الروضة بالعيد

من مظاهر العيد بشمال سيناء