في أجواء يسودها الطمأنينة والسكينة، أكدت البعثة الطبية المصرية للحج أن جميع حجاج بعثة القرعة بخير، وأنه تم تصعيدهم بسلام إلى صعيد عرفات، حيث يتابع الأطباء أحوالهم الصحية لحظة بلحظة، مع التركيز بشكل خاص على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، حفاظًا على سلامتهم في ظل الارتفاع اللافت في درجات الحرارة.

وأهابت البعثة بالحجاج ضرورة عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، والحرص على شرب كميات كافية من السوائل، لضمان استقرار حالتهم الصحية طوال فترة المناسك.

وكشفت البعثة أن عياداتها الطبية قدمت منذ بداية الموسم حتى الآن 32 ألفًا و51 خدمة طبية للحجاج المصريين، بينها 29 ألفًا و109 خدمات طبية في مكة المكرمة، و2942 خدمة في المدينة المنورة. كما تم تحويل 337 حالة مرضية إلى المستشفيات السعودية، بينها 81 حالة استدعت الحجز لتلقي العلاج، وقد تعافى 54 حاجًا وخرجوا بعد تحسن حالتهم، بينما خضع 26 حاجًا لتدخلات طبية عاجلة، بالإضافة إلى إجراء 14 عملية جراحية ناجحة. في الوقت ذاته، تواصل الفرق الطبية المرور الدوري على عيادات الفنادق، وتنظم ندوات صحية يومية، بلغت حتى الآن 1362 ندوة حضرها أكثر من 54 ألفًا من الحجاج، للتوعية بالإجراءات الوقائية وأهمية الالتزام بالتعليمات الصحية.

وتأتي هذه الجهود ضمن خطة أشمل تنفذها بعثة حج القرعة، والتي نجحت في توفير مخيمات مكيفة في مشعر عرفات، تتميز بقربها من مسجد نمرة، مع تقديم وجبات جافة وعصائر ومياه باردة للحجاج لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة.
كما تم تخصيص فرق لخدمة الحالات الإنسانية، وتوفير أتوبيسات مكيفة وحديثة لنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، مع وجود أطباء لمتابعة الحالة الصحية لضيوف الرحمن، وعلماء دين لتيسير شرح المناسك، بالإضافة إلى توفير مخيمات مجهزة في مشعر منى، ومتابعة دقيقة عبر غرفة عمليات متصلة تعتمد على أحدث أدوات التحول الرقمي والتكنولوجيا الحديثة.