رغم وفاته منذ سنوات، لا تزال قصته تتردد من حين لآخر، لا سيما مع الاحتفال بمولده السنوي في قريته جنوب محافظة قنا، وبين الحقيقة والغموض تأتي قصة "جاد الكريم" الملقب بـ"الشيخ العريان"، وذلك بسبب مكوثه داخل حفرة لأكثر من 55 عامًا دون أن يغادرها، صيفًا وشتاءً، يتحمل حرارة الجو وبرودته، وكان يأكل ويشرب داخل الحفرة على مدار العام.

تعددت الحكايات التي تناقلها الأهالي والمقربون عن جاد الكريم، ما بين الكرامة والواقع، إذ قيل إنه كان يصطاد من إحدى الترع المجاورة للحفرة، ويأكل ما يصطاده، كما كان يطلب الطعام من أقاربه عند الجوع. لكن حالته الغريبة وقدرته غير المفهومة على تحمّل درجات الحرارة العالية والبرد القارس بقيت بلا تفسير من المختصين وفي كل عام، تقام احتفالات شعبية بمناسبة مولده، تشمل عروض "المرماح" و"العصا" وغيرها من الألعاب الشعبية، في تقليد لا يزال الأهالي يحرصون عليه حتى اليوم.

قال فؤاد أبو المجد، أحد أهالي القرية، إن قصة "الشيخ العريان" أو جاد الكريم، قصة غريبة يعرفها جميع أهل القرية خاصة من عاصروها، حيث ظل متواجدًا داخل حفرة لأكثر من 55 عامًا دون أن يخرج منها في الصيف أو الشتاء، وكان يأكل ويشرب داخل الحفرة، وإذا اشتد عليه الجوع يذهب ليصطاد السمك من الترعة القريبة، ثم يطلب من أحد أقاربه أن يطهو له تلك الأسماك.

وأوضح أبو المجد، أن جاد الكريم لم يشتك طوال حياته من أي ألم، ولم يذهب إلى طبيب قط، وكان يقضي معظم وقته داخل الحفرة، وكان الناس يأتون لزيارته من داخل القرية وخارجها وكان يطلب منهم أشياء بسيطة مثل المشروبات الغازية التي كان يحبها، أو بعض الجنيهات الورقية، وكان يحتفظ بها إلى جواره، وأضاف أن الزوار كانوا يطلبون منه الدعاء.

أما محمد علي، أحد أهالي القرية، فقال إن الشيخ جاد الكريم توفي يوم 17 نوفمبر عام 2016، وكانت جنازته مهيبة شارك فيها الآلاف من داخل مدينة نقادة المركز الذي تتبع له القرية ومن خارجها، وامتدت الجنازة من الحفرة التي عاش فيها وحتى المقابر التي دفن بها، في مشهد عكس محبة الناس له وشعبيته الكبيرة، ولهذا السبب، يقام له مولد سنوي يتضمن عروض "المرماح" و"التحطيب"، إلى جانب إقامة الموائد للضيوف الذين يحضرون للاحتفال بذكراه.

الشيخ العريان عاش داخل حفرة بقنا

ساحة ومقام الشيخ العريان

صور داخل الساحة

صور من داخل الساحة

صورة للشيخ جاد الكريم

صورة من ساحة الشيخ العريان

مقام الشيخ العريان