يُعد متحف النصر للفن الحديث ببورسعيد أحد أبرز المعالم الثقافية بالمحافظة، وواجهة مشرفة للفن التشكيلي المصري، ويعكس في محتواه وتاريخه الدور الحيوي لبورسعيد كمنصة للفن والإبداع.

تأسس المتحف في يوم 25 ديسمبر عام 1995، تزامنًا مع احتفالات محافظة بورسعيد بعيدها القومي، وذلك خلال فترة تولي اللواء فخر الدين خالد منصب المحافظ، وبوجود الفنان فاروق حسني وزير الثقافة آنذاك، وتحت إدارة الفنان عاطف زرمبة، الذي كان أول مدير للمتحف.

واقتصر المتحف في بدايته على عرض أعمال الفن التشكيلي فقط، ليكون نافذة مفتوحة على إبداعات الفنانين المصريين في هذا المجال.

شهد المتحف أولى مراحل التطوير، فتم إضافة قاعة للعروض المتغيرة، تتيح لفناني بورسعيد من مختلف مجالات الفن التشكيلي – مثل التصوير الضوئي، والنحت، والجرافيك – عرض أعمالهم في مساحة فنية مخصصة دون تكلفة، وبدعم من قطاع الفنون التشكيلية من حيث التنظيم والدعاية.

وجاء افتتاح هذه المرحلة الجديدة ضمن احتفالات عيد بورسعيد القومي، بحضور وزير الثقافة الأسبق صابر عرب، واللواء مصطفى عبد اللطيف، محافظ بورسعيد آنذاك.

وفي مرحلة لاحقة، شهد المتحف عملية تجديد شاملة خلال فترة تولي اللواء عادل الغضبان منصب محافظ بورسعيد، وبالتعاون مع حلمي النمنم وزير الثقافة، تم إدخال قسم جديد يوثق تاريخ مدينة بورسعيد منذ نشأتها، مع عرض لمراحل حفر قناة السويس، وتوثيق لفترة العدوان الثلاثي، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف، وانتصارات أكتوبر المجيدة، إلى جانب ركن خاص بالمشروعات القومية التي تمت على أرض المحافظة، وزيارات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي لمحافظة بورسعيد.

ومن حيث الأنشطة، كان المتحف في السابق يفتح أبوابه للمعارض الدورية لفناني بورسعيد مجانًا، ويقوم بتوفير الدعاية اللازمة لهذه الفعاليات التي كانت تستمر من أسبوعين إلى شهر.

أما حاليًا، أصبحت الأنشطة تركز على الورش الفنية الشهرية في مجالات متنوعة مثل الرسم، والخيامية، والأعمال المجسمة، والفن العربي، والخط العربي، بالإضافة إلى تنظيم الندوات الفنية والثقافية في المناسبات القومية سواء على مستوى الدولة أو المناسبات الخاصة ببورسعيد.

يمتلك المتحف مقتنيات فنية متميزة، يبلغ عددها 119 عملًا فنيًا، تغطي جميع فروع الفن التشكيلي، وتعود لنخبة من كبار الفنانين المصريين، من بينهم الفنان فاروق حسني، وأحمد نوار، والسيد عبده سليم، ومديحة متولي، ومصطفى مهدي، وكامل غندر، إلى جانب مجموعة كبيرة من أعمال فنانين مصريين معاصرين، مما يجعله بمثابة سجل حي للفن المصري الحديث.

وأكد المؤرخ البورسعيدي المهندس محمد بيوض أن متحف النصر للفن الحديث يُعد صرحًا ثقافيًا وفنيًا وتراثيًا مميزًا، يرتبط تاريخه ارتباطًا وثيقًا برموز النضال الوطني للمدينة.

وأوضح أن فكرة المتحف تعود إلى ما بعد إنشاء "مسلة الشهداء" عام 1957، هذا النصب التذكاري الذي خُصص لتخليد شهداء بورسعيد، وبعد الانتهاء من المسلة وافتتاحها، تقرر استغلال المساحة الواقعة أسفلها لإنشاء متحف قومي يحكي تاريخ المدينة الباسلة، إلا أن المشروع ظل معطلاً لسنوات دون تطوير فعلي.

وأشار "بيوض"، إلى أن التحول الحقيقي حدث بمبادرة من الفنان التشكيلي عاطف زرمبة، الذي اقترح تحويل هذا الموقع إلى متحف فني يضم أعمالًا تشكيلية تعكس روح المدينة.

وبالفعل، تم افتتاح متحف النصر للفن الحديث رسميًا في عام 1995، ليصبح منصة دائمة لعرض لوحات وإبداعات الفنانين في مجالات مختلفة من الفنون التشكيلية.

وأضاف، أن متحف النصر يختلف تمامًا عن المتحف الحربي، إذ إن الأخير يركّز على المقتنيات العسكرية وتوثيق الأحداث الحربية، بينما يهتم متحف النصر بالتراث الفني والثقافي لبورسعيد، ويقدم سردًا بصريًا لتاريخ المدينة عبر الأعمال الفنية.

وفي ختام حديثه، وجّه المهندس محمد بيوض دعوة لزوار محافظة بورسعيد، وخاصة المهتمين بالشأن الثقافي والفني، بضرورة إدراج متحف النصر للفن الحديث ضمن برنامجهم السياحي، مؤكدًا أن المتحف يمثل منارة ثقافية فريدة، ويمنح الزائرين فرصة فريدة للتعرف على تاريخ وتراث المدينة الباسلة من زاوية فنية وإنسانية متميزة.

بعض اللوحات

بعض تماثيل

تماثيل ابطال مقاومة

تماثيل في المتحف

ديوراما إغراق ايلات

ديوراما حرب اكتوبر

ديوراما قناة السويس

ديوراما

لوحات المتحف

لوحة عبور

متحف النصر